في قرية جبشيت (قضاء النبطية ـ جنوب لبنان)، ولد هاني فحص عام 1946. اجتاز المرحلة الابتدائية في مدرستها، والمرحلة المتوسطة في ثانوية النبطية، قبل أن ينال الشهادة الثانوية كطالب حر. النجف في العراق كانت محطته الأولى خارج لبنان. سافر إليها عام 1963 ليدرس الفقه. اختصاص دفعه إليه حبه للغة العربية، ولعاشوراء.
هناك، تلقى تعليمه في الحوزة الدينية، ونال إجازة البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية الفقه. خلال هذه الإقامة، ربّى علاقة خاصة ومميزة مع النجف، كما مع العراق كله. أخذت بلاد الرافدين حيزاً كبيراً في كتابه «ماض لا يمضي» الذي تداخلت فيه ذكرياته العراقية مع اللبنانية. حي كندة في الكوفة وكربلاء وبغداد والأهوار محطات أساسية في مشواره. التقى فيها أصدقاء وأساتذة كالجواهري، وبدر شاكر السيّاب، ومصطفى جمال الدين، ومظفّر النواب، وحسب الشيخ جعفر وغيرهم. في النجف أيضاً، أشرف على «مجلة النجف» لمدة عام، قبل عودته إلى لبنان عام 1972 وممارسة عمله الديني إماماً لبلدة جبشيت حتى 1975، ومساهمته في إطلاق «منتدى أدباء جبل عامل» مع بعض الكتاب والشعراء الجنوبيين. وإلى جانب عمله الديني والفكري، وقف مع حقوق الفلاحين في الجنوب اللبناني. شارك في قيادة انتفاضة مزارعي التبغ المطلبية سنة 1972. سافر مع عائلته (زوجته نادية علو، وأبناؤه الخمسة حسن، وزيد، ومصطفى، وبادية وريا) إلى إيران وبقي فيها حتى 1985. خلال السنوات الثلاث هذه، عمل عضو «المجلس الشيعي الأعلى» مستشاراً في مكتب إعلام الحوزة في قم، ومشرفاً على مجلة «الفجر». اهتمامه بالحوار بين الأديان والأطراف الوطنية كافة، دفعه إلى تأسيس «المؤتمر الدائم للحوار اللبناني» مع سمير فرنجية. وهو أحد الأعضاء المؤسسين لـ «الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي»، وعضو في الهيئة الشرعية لـ «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى»، وفي «الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين»، الذي استقال منه بعد المؤتمر الأول، وعضو في «أكاديمية أهل البيت» في عمان في الأردن، وفي «منتدى الوسطية» في عمان أيضاً. كذلك كان عضو مجلس إدارة وعضو مجلس أمناء «مؤسسة ياسر عرفات الخيرية الثقافية»، ومدرساً في «المعهد الشرعي في مؤسسات الإمام الصدر».