لا يُخفي أن السنوات الماضية كانت أسوأ أيام حياته «مع أن التصوّف حالة مصالحة وسلام داخلي، لكننا بشر يحقّ لنا أن نتعب ونضعف ونعجز. في عالم التصوف نسمّيها مرحلة امتحان ومخاض قبل الولادة الجديدة. أعتبر أنّ هذه التجربة التي كانت قاسية جداً، جعلتني أقوى في هذه المرحلة، لذلك أحاول أن تكون عودتي قوية ويشعر بها الأشخاص الذين غبت عنهم هذه الفترة». إلى جانب الحفلة، يُعدّ حويلي كذلك لإصدار ألبوم جديد سيجمع فيه مقطوعات متفرقة.
حويلي من الفنانين النشيطين جداً. قبل الأزمة والظروف القاسية، كانت له إطلالات شهرية بين أمسيات عامة وخاصة وأنشطة في منتديات، إضافة إلى حفلات في أوروبا والدول العربية. في استعداده لاستئناف أنشطته الفنية قريباً، يكشف لنا أنه بالكاد شارك في نشاط أو اثنين طوال المدة الماضية، وكانا يتيمين على حد قوله. في 13 تشرين الأول (أكتوبر)، يترقب متابعوه ومتذوّقو الفن الصوفي عودة الشيخ إلى الأداء في أمسية سيُقدمها على «مسرح دوار الشمس». اعتاد في الماضي الغناء على «مسرح بيار أبي خاطر» في «جامعة القديس يوسف»، وهو المكان الذي يرتاح فيه، وخصوصاً أنه أيضاً أستاذ في مادة التصوف في الجامعة نفسها. ولكنه اختار أن تكون العودة من «مسرح دوار الشمس» في لفتة منه إلى المكان الذي احترق قبل مدة والذي يشعر أن من واجبه دعمه بأي طريقة ممكنة.
في برنامج أمسية العودة، اختار مجموعة من نصوص شعراء تصوف من الأزمنة القديمة وبعضها لشعراء أكثر حداثة: «اشتاق الناس لقصائد يحبّونها لحافظ الشيرازي، والحلاج، والسهروردي، وجلال الدين الرومي، وابن الزهير. اخترت قصائد جميلة كما سيرافقني كالعادة دراويش على المسرح».
لطالما اعتبر حويلي العشق سبيلاً وحيداً للروح والهدف الأسمى في الحياة بحسب أقوال سابقة له. أمسياته تستقطب مستمعين ينتمون إلى أعمار وأذواق مختلفة: «لا شك في أن نخبة من الناس تحضر عادة هذه الأمسيات. لكن عندما أؤدي على المسرح يتابعني حاضرون تُراوح أعمارهم بين 17 و60 سنة. الغناء الصوفي لغة حب وعشق. في زمن التطرف والنكبات، نحن بحاجة إلى الحب. ويُدرك الكثير من الناس كم أنّ للعشق دوراً في حياتهم اليومية للاستمرار. ليس هناك أجمل وأقدس من موضوع الحب، وهذه رسالتي منذ أن بدأت إلى الآن. الحب هو الضوء الذي يتبعه المرء الذي يبحث عن حقيقته». أمسياته دعوة إلى التأمل ولقاء يجمع أشخاصاً حول العشق مهما اختلفت انتماءاتهم الفكرية والدينية. ولطالما أكّد في الماضي أن الناس يربطون دائماً عن طريق الخطأ بين التصوف والديانة الإسلامية، علماً أنه موجود من آلاف السنين وهو حالة فردية يعيشها الشخص مع معشوقه.
أحاول أن أجمع ما ينتمي إلى التراث الشعري والأدبي العالمي (أ.ح)
يعتبر حويلي نفسه، من جهة أخرى، ذوّاقاً في الشعر لدى سؤاله عن كيفية اختياره نصوصه والموسيقى التي ترافقها، مؤكداً: «لا أريد أن أعتبر نفسي شاعراً أو موسيقياً. أختار أشعاراً من الحقبة الزمنية التي أريدها، مرحلة الحلاج وابن عربي وشمس التبريزي والشعراء الذين ذكرتهم سابقاً. وأعود أيضاً إلى الجاهليّة. كما قد أختار من الشعراء الأكثر حداثة كجبران خليل جبران. أحاول أن أجمع ما ينتمي إلى التراث الشعري والأدبي العالمي. أما من ناحية الموسيقى، فقد يكون دوري في التلحين، كما أنني تعاونت مع مؤلفين في السابق يملكون رؤية معينة ولكنهم في الوقت عينه يعرفون ما يليق بصوتي. فلا يمكن لأي موسيقى أن ترافق الأداء الصوفي، بل عليها أن تكون ملائمة للجو العام والروحانية والقرب من الله والعشق».
* «تراتيل صوفية»: س: 21:00 مساء 13 تشرين الأول (أكتوبر) ـــــ «مسرح دوار الشمس» (الطيونة ـ بيروت) ـــ للحجز 03/718924