دقّ جيفري هينتون، أحد روّاد أبحاث الذكاء الاصطناعي، ناقوس الخطر بشأن المخاطر المحتملة لأنظمة الـ AI المتقدمة. وفي مقابلة مع «هيئة الإذاعة البريطانية» عُرضت في 18 أيار (مايو) الحالي، قال هينتون المُلقّب بـ «الأب الروحي للذكاء الاصطناعي»، إنّ هناك إجماع بين الخبراء على أنّ الذكاء الاصطناعي سيتفوّق في نهاية المطاف على الذكاء البشري. وأضاف أنّ قلة قليلة من الخبراء لديهم شكوك في ذلك، وأنّ معظمهم يعتقد أنّ الـ AI سيتجاوز الذكاء البشري، موضحاً أنّ الأمر يتعلق فقط بمتى سيحدث ذلك.وأصبح هينتون الذي ترك منصبه في غوغل أخيراً، أكثر صراحة بشأن المخاطر الوجودية المرتبطة بتطوّر تكنولوجيا الـ AI السريع. وأعرب عن قلقه بشأن احتمال خروج أنظمة الذكاء الاصطناعي عن السيطرة، قائلاً: «أعتقد أنّ هناك فرصة للسيطرة عليها. وهي فرصة كبيرة، إنّها ليست بنسبة واحد في المئة، إنّها أكثر من ذلك بكثير».
ونبّه الباحث إلى أنّ استخدام الذكاء الاصطناعي في التطبيقات العسكرية مجال مثير للقلق، مشيراً إلى استخدامه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية لتحديد أهداف القصف في غزة. ولفت في هذا السياق: «ما يقلقني أكثر هو متى تصبح هذه الأنظمة قادرة على اتخاذ قرار مستقل بقتل الناس»، منتقداً عدم وجود تنظيم كافٍ في هذا المجال من قبل حكومات العالم.
إضافة إلى المخاطر المحتملة لأنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، حذّر هينتون من عواقب الـ AI الاقتصادية، معرباً عن مخاوفه بشأن إزاحة العمال من الوظائف. ودعا إلى تطبيق نظام «الدخل الأساسي الشامل» UBI كحل محتمل للتخفيف من عدم المساواة في الثروة التي يمكن أن تنجم عن فقدان الوظائف. و«الدخل الأساسي الشامل» فكرة سياسية واقتصادية تقضي بمنح كل مواطن دخلاً نقدياً أساسياً بشكل دوري من قبل الحكومة، بغض النظر عن دخله الآخر أو ظروفه الاجتماعية والاقتصادية.