«أخجل من نفسي، حين أواجه نفسي في المرآة، وأسألُ شخصي الماثل أمامي: ماذا فعلتَ يا حنا لأجل الإنسانية سوى هذه الكتب، في وقت يحمل المناضلون السلاح، في فلسطين ولبنان والرياح الأربع؟» قد لا تفي عبارة الأديب السوري الراحل حنا مينه الكتابة حقّها كفعل نضاليّ، وقد لا تكفي للتعبير عن نظرة قائلها نفسه إلى الكتابة وجدواها، خصوصاً مع اقتطاعها من سياقها الذي لا يتّسع له المقام هنا، لكن حسبها أن فيها شيئاً من التواضع المحمود للكتّاب، إذ يستصغرون شأن عطائهم في غمرة إكبارهم لرجال يبذلون حيواتهم رخيصة في سبيل ما يؤمنون به.