«شدّي عليكِ الجرح وانتصبي/ عبر الدجى رمحاً من اللهبِ/ يا ساحة الأنواء كَمْ عصفَت/ فيها خيول الهول والرعبِ/ فالأرض فيها وجه مذبحةٍ/ والجوّ أمطار من الشهبِ/ لم يبق غصنٌ غير منتهبِ/ لم يبقَ وجهٌ غير مستلبِ/ أهلوك لا سورٌ من الكذبِ/ أهلوك لا قنّاصة الرتبِ/ صدّوا الرياح السودَ يحفزهم/ جُرح التراب وأنّة العشبِ /شغّيلة من أرض عاملة أكرِمْ بهم من عاطر النسَبِ /من صخرها/ قدّوا أعنّتهم واسترشدوا بالكوكب الذهبي»: كان الشاعر والمفكّر حبيب صادق (1931-2023) مجبولاً طبعاً ولكنةً وتكويناً وثقافةً بالأرض العاملية، في انفتاح سهولها على الضوء والحرية، واستعصاء جبالها على الرياح والغزاة والمحتلّين