يغيب حبيب صادق ليترك في حياتنا الثقافية فراغاً كبيراً، كان قد ملأه على مدى عقود طويلة. لقد كان محرّكاً للثقافة وللنشاطات الثقافية، من خلال المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، الذي أسّسه وجعله مضطلعاً بإظهار ما يجمع بين الاتجاهات اللبنانية المختلفة ماضياً وحاضراً، بالإضافة إلى كونه شاعراً لم تترك له انهماكاته السياسية والثقافية مجالاً لإعطاء الجانب الشعري في شخصيته ما يتطلّبه من عناية ومتابعة.في الحقل السياسي، كانت له تجربة مميزة، بل فريدة، خصوصاً بعد نجاحه في الانتخابات النيابية. لقد عبّر في هذه التجربة عن استقلالية ونزاهة وجرأة في اتخاذ المواقف، والابتعاد عن المساومة، والترفّع عن الدخول في متاهات السياسة في لبنان، وما تعنيه من دروب وأساليب ملتوية. هذا كله بالإضافة إلى لطفه ودماثته والكثير من المزايا الحميدة التي تحلّى بها. سأفتقده صديقاً وأديباً ومخلصاً للقضايا الثقافية والوطنية.