نشأت أجيال من الأطفال في كل أنحاء العالم على مغامرات أبطال «نادي الخمسة»، سلسلة الروايات الشهرية لإنيد بلايتون (1897 ــ 1968)، غير أنّ «جمعية التراث البريطاني» باتت تشير في نبذتها إلى أنّ الكاتبة البريطانية واجهت انتقادات أخذت عليها «عنصريتها وكرهها للأجانب».وفي تصريح تلقته وكالة «فرانس برس»، أعلنت جمعية «إنغليش هيريتاج» المكلّفة الإشراف على ذكرى شخصيات شهيرة أنها حدّثت على موقعها الإلكتروني المراجع المتعلقة بإنيد بلايتون لتضمّنها «إشارة إلى أن نتاج الكاتبة واجه انتقادات أخذت عليه عنصريته».
وإن كان هذا التغيير حصل في تموز (يوليو) 2020، إلا أنّ المسألة اتخذت بعداً جديداً، أمس الخميس، حين كشفتها صحيفة «دايلي تلغراف».
أثار الأمر استنكار وسائل الإعلام المحافظة التي رأت أن الكاتبة باتت ضحية جديدة من ضحايا «ثقافة الإلغاء» التي تقصي شخصيات تُعتبر آراؤها غير مقبولة.
في هذا السياق، كتبت «ديلي إكسبرس» أنّ «الخمسة يتعرّضون للإلغاء»، في إشارة إلى زمرة الفتيان أبطال «نادي الخمسة»، إحدى أشهر مجموعات الروايات التي ألفتها الكاتبة المعروفة أيضاً بسلسلة «زمرة السبعة» وقصص «وي وي» للأطفال.
وأوضحت «جمعية التراث البريطاني» أنّ هذه الإشارة التي أضيفت إلى الصفحة المخصّصة لإنيد بلايتون تندرج ضمن خطة واسعة النطاق تهدف إلى «إعطاء صورة أكثر شمولية لحياة كل شخصية، بما في ذلك أوجه قد يجدها الناس محيّرة». كما ذكرت الجمعية على موقعها قصة «اللعبة السوداء الصغيرة» (1966) التي «ينظف» المطر وجهها. كما لفتت إلى أن دار النشر «ماكميلان» رفضت عام 1960 نشر قصة «السرّ الذي لم يكن يوماً»، مشيرة في ذلك الحين إلى «مسحة طفيفة إنما بغيضة من العداء للأجانب الذي تخطاه الزمن».
من جانبه، قال ديفيد باكنغهام الذي كتب عن إنيد بلايتون، متحدثاً لـ «فرانس برس»: «هناك مقاطع لإنيد بلايتون مثل القصة حيث يتم تبييض وجه لعبة، ليست كتابات يمكن قراءتها لطفل». ورأى أستاذ الإعلام في «جامعة لافبرو» أنّ مواقف إنيد بلايتون المولودة عام 1897 كانت «بشكل ما مؤشراً إلى عصرها».
لكنه أضاف أنّ «هذا لا يبرئها»، مذكّراً بأنّ الكاتبة كانت تحظى بشعبية هائلة لدى الأطفال، غير أنّها كانت مرفوضة من أهالي الطبقة الوسطى، كما أنّ «هيئة الإذاعة البريطانية» كانت تقاطعها في الخمسينيان «وحتى الستينيات والسبعينيات» بسبب «النوعية الرديئة» لكتاباتها.