رحيل نصر الدين البحرة... مؤرخ «دمشق الاسرار»

  • 0
  • ض
  • ض
رحيل نصر الدين البحرة... مؤرخ «دمشق الاسرار»

غيّب الموت اليوم في دمشق، نصر الدين البحرة (1934-2021)، وهو واحد من جيل الرواد في كتابة القصة القصيرة، بالإضافة إلى عمله في الصحافة الثقافية متنقلاً بين الصحف الدمشقية مثل «الرأي العام»، و«الصرخة» و«الطليعة» وصولاً إلى إذاعة دمشق وبرنامجه «أوراق وذكريات». كان صاحب ثقافة موسوعية استمدها طفلاً من مكتبة والده، وخبيراً في الموسيقى العربية التي كانت تواكب صوته في الإذاعة، كما أرّخ لمدينة دمشق في كتابه «دمشق الأسرار» مستعيداً حواريها وأزقتها وطرائفها، وهويتها المعمارية، من موقع الشاهد قبل أن تطيحها معاول المقاولين الجدد. «الحرب على دمشق القديمة لم تتوقف إلى اليوم. هناك من سعى إلى هدم بيت يوسف العظمة (وزير الحربية الذي استشهد في معركة ميسلون على يد الجنرال الفرنسي غورو)، لولا تدارك الأمر في اللحظة الأخيرة، وكذلك بيت أبي خليل القباني الذي بقي مهملاً إلى اليوم، رغم الوعود الحكومية المتعاقبة بترميمه، إلى عشرات البيوت الأثرية التي تحوّلت إلى مطاعم وحانات» يقول. ظلّ مخلصاً للضحك رغم تجهم ملامحه، وكان آخر كتبه بعنوان «الضحك تاريخ وفن»، معتبراً الجاحظ أبا الضحك العربي، من دون منازع، «وآمل أن أسير على خطاه، في توثيق خصائص الضحك المعاصر». انطفأ صاحب «رقصة الفراشة الأخيرة» وحكاياته التي لا تنتهي عن دمشق القديمة التي ولد في أحد أحيائها «مئذنة الشحم»، ملتحقاً برفاقه الذين غابوا قبله، وبقيت طاولة اللقاء الاسبوعي «يوم الجمعة» فارغة من صدى أصواتهم.

0 تعليق

التعليقات