كيف نخاطب العام الجديد أدبياً وثقافياً وشخصياً بأمنياتنا وآمالنا وآلامنا؟ هل من مكان لبارقة أمل في رسائلنا للعام الجديد ونحن أبناء وبنات منطقة «المناحة العظيمة» والتعبير للمفكر والمؤرخ العراقي فاضل الربيعي، من مناحات إيزيس على إيزيريوس، وعشتار على تموز وبكائيات كربلاء الشجية؟ هل نخاطب زماننا لنهجوه على طريقة الإمام الشافعي (نعيب زماننا والعيب فينا، ولو نطق الزمان لنا هجانا) أم أن ثمة مكاناً في الأمنيات الشخصية على الأقل للحب، والحلم والأغنيات؟ هل ستكون أمانينا لـ 2019 هي ذاتها للعام الذي يليه، فيصحّ عندها ما يقال فينا بأننا نعيش على هامش العالم، إن لم نكن عالة عليه؟ في العام الماضي والذي قبله، لم تتوقف المراكب الصغيرة المحمّلة باللاجئين من الاقتراب من السواحل الإيطالية ومضيق جبل طارق.
أدولف غوتلييب ـــ «سنة جديدة» (زيت على كانفاس ــــ 182.9 × 104.1 سنتم ــــ 1965)

لم تتوقف جثث الأطفال عن الطوفان فوق مياه المتوسط. لا تزال الكلمة تواجه بالمنشار، وقبة الكنيسة بالديناميت. لا تزال فلسطين التي على بعد شبرين من القلب قريبة بعيدة، لا يزال حَمام العراق ممنوعاً من التجول بين مئذنتي النعمان وموسى الكاظم، وأرض الكنانة مكلومة بالإرهاب والعسكر. هم نخبة من أهل الشعر والأدب والثقافة، من لبنان والعراق وتركيا وفلسطين ومصر، عرفناهم في «قصائد مهربة الى حبيبتي آسية» و«الموت يأخذ مقاساتنا» و«رسالة إلى الأختين» و«نزهة بحزام ناسف» و«شهوة القيامة» و«أسباب رائعة للبكاء» و«بنات الله» وغيرها.... سألناهم في «كلمات» عن رسالة يودون توجيهها للعام ٢٠١٩، حاملة تمنياتهم العامة والخاصة، في المدار الشخصي والمحلي والعالمي ليأخذونا معهم إلى الغد. رغم المناحة العظيمة، فإننا كما يقول سعد الله ونوس محكومون بالأمل، و«ما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ».

ميكلانجلو بيستوليتو ـــ «الوردة» (شاشة حريرية على مرآة مصقولة ومصنوعة من فولاذ مقاوم للصدأ ـــ 120 × 100 سنتم ــ 1981)