«مأتم» اللغة العربية

  • 0
  • ض
  • ض

«مأتم» اللغة العربية

هل يكفي يوم واحد للاحتفال باللغة العربية؟ شخصياً أشعر باليتم لفرط ما أصاب هذه اللغة من كسور في عمودها الفقري، بالإضافة إلى عسر هضم في الأمعاء. هناك أيضاً، المشية العرجاء في شوارع لغات العالم. لغة هجينة فقدت لياقتها في الكتابة وعلى الشاشات وميكرفونات الإذاعات. تحتفل المذيعة بهذا اليوم الطارئ، وهي تردّد وراء الضيف «أوكي». كنت وما أزال أعاني من اضطراب وأنا أسمع في الإذاعة ميوعة المذيع وهو يقول «بونجورك» (!)، كأن عبارة صباح الخير التي تعلّمها في الأناشيد المدرسية، نوع من الجذام اللغوي. وسوف تكتمل الكارثة في مواقع التواصل الاجتماعي عبر قصائد شعراء الفايسبوك، وكيف تنزلق الياء إلى مؤخرة كلمة «أنتِ» من دون وجل أو شبهة، وكيف تتحوّل عبارة «طمس الحقائق» إلى «طمث الحقائق» والأمثلة كثيرة. يقيناً لا يكفي يوم واحد لترميم رضوض اللغة العربية، هذه اللغة التي تذوب خجلاً، حين يصعد خطيبُ ما، أو زعيم سياسي، أو شاعرة مستجدّة، إلى المنبر، ثم يحوّلون لغة القمح إلى برسيم وشعير! 18 كانون الأول (ديسمبر) الذي اختارته الامم المتحدة يوماً عالمياً للغة العربية، هو يوم حزين، يذكّرنا بمأتم أكثر من أي مناسبة أخرى.

0 تعليق

التعليقات