حفرت طفولته عميقاً في نفسه بعد مغادرته طفلاً مع أسرته مسقط رأسه مدينة سيق (45 كلم شرقي وهران) والاستقرار في منطقة ألزاس الباردة، ما جعله يستعيد ذلك الحنين عبر أغنيات الراي المشهورة في الغرب الجزائري. كما أحدث استشهاد عمه في الثورة الجزائرية قطيعة مع التاريخ الاستعماري، وأكد في الكثير من تصاريحه الإعلامية رفضه لأخذ الجنسية الفرنسية، تنديداً بما ارتكبته فرنسا في الجزائر. لكنه أعلن سعيه للحصول عليها عام 2007، واضعاً حداً لتمزقه الهوياتي. كما عرف ببساطته وتواضعه الشديدين رغم نجوميته وقربه من البسطاء ومشاركته في العديد من المهرجانات المغاربية بلا مقابل.
رفض مراراً الجنسية، تنديداً بتاريخ فرنسا الاستعماري
منذ بزوغ نجم أغنية الراي في التسعينيات مع شهرة الشاب خالد الهارب من العشرية السوداء، انضم رشيد طه إلى الموجة الجديدة التي طغت على المشهد الموسيقي الفرنسي. أعاد توزيع أغنية «يا رايح وين مسافر» للمطرب الشعبي دحمان الحراشي سنة 1998، لتصبح أشهر من علم في غضون ساعات، ويبيع من ألبومه «ديوان» ملايين النسخ. كان العمل بمثابة تكريم له لأعلام موسيقى الشعبي في المنطقة المغاربية مثل الحاج العنقى وفرقة «ناس الغيوان» وغيرهما. ثم خرج مع الثلاثي الشاب خالد والشاب فضيل (Faudel) من حدود فرنسا وأوروبا نحو دول بعيدة أخرى. وتوالت الألبومات التي تعاون فيها مع موسيقيين عالميين، وكان ألبوم «زوم» تكريماً للأغنية العربية بتوظيفه مقاطع من إحدى أغنيات أم كلثوم عام 2013.
ومن غرائب الصدف أن الموت لم يمهله فرصة لتكريم الفنان الشعبي الجزائري دحمان الحراشي، إذ كان في خضم تحضيراته لإقامة حفلة تستحضر روائع أستاذه الأول في «معهد العالم العربي» في باريس.