مع كلّ حفلة جديدة يحييها، صار الجمهور حول العالم يتوقّع من رودجر ووترز التعبير عن موقف سياسي، غالباً ما يكون مرتبطاً بدعم القضية الفلسطينية والدعوة إلى مقاطعة «إسرائيل» فنياً وثقافياً.«رسول فلسطين» الذي لا يتوانى عن التعبير عن حبّه ومؤازرته للأرض التي اغتصبها الصهاينة قبل سبعين عاماً وحقّ شعبها في الدفاع عنها واستعادتها، وجّه رسالة واضحة في السهرة الصاخبة التي قدّمها في Circo Massimo في روما قبل أيّام.
فقد تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو وصوراً توثّق لحظة رفع المؤلف والمغني البريطاني الشهير ومؤسس فرقة «بينك فلويد» الأسطورية لعلم فلسطين في هذا الموعد، تأكيداً على تضامنه مع هذه القضية المحقة. غير أنّه بدا لافتاً أنّ أيّاً من وسائل الإعلام الأجنبية لم تتطرّق إلى الموضوع وكأنّ شيئاً لم يحدث!

هذه ليست المرّة الأولى التي يقدم فيها الفنان المولود في عام 1943 على خطوة مشابهة على المسرح، حتى أنّه شارك في أنشطة عدّة تصب في صالح الغاية نفسها، من دون أن ننسى توقيعه على عدد لا يُحصى من الرسائل التي تدعو زملاء في مختلف بلدان العالم إلى عدم المساهمة في تلميع صورة نظام الأبارتهايد الإسرائيلي، فضلاً عن أعمال كثيرة حملت توقيعه، على شاكلة أغنية Palestine is My Home (فلسطين موطني) وأغنية «سيادة» (Supremacy ــ 2:09 د ــ إخراج عدنان جبران) التي تعاون فيها مع «ثلاثي جبران» وكانت بمثابة تحية للقدس المحتلة وردّ على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المستفزّ بالاعتراف بـ«زهرة المدائن» عاصمة للكيان المحتل ونقل السفارة الأميركية إليها.
يذكر أنّ الحفلة الإيطالية جاءت في سياق جولة The Us and Them التي يؤدّي فيها أعمالاً من أشهر ألبومات «بينك فلويد»، منها Dark Side of the Moon، وThe Wall، و Animals and Wish You Were Here.