القاهرة | «بول شاوول ممنوع في مصر». الخبر ليس مزحة. هذا ما نادت به جريدة «الحرية والعدالة»، التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في عددها الصادر أمس، بعدما نشرت «هيئة قصور الثقافة» ديوان «دفتر سيجارة» للشاعر اللبناني. الجريدة التي تبنت مصادرة الديوان ووقف توزيعه، اتهمت وزارة الثقافة بأنّها تشجع الشعب المصري على التدخين، عبر نشرها الديوان من أموال المصريين! الأزمة الجديدة تكشف تصوّر الجماعة للأدب والفن، الذي يحاولون ترسيخه، بل تقنينه عبر إدراج مادة في الدستور المصري تنص على «تشجيع الدولة للآداب والفنون مع مراعاة قيم الأمة وثوابتها». وبالتالي، لن تكون هذه الأزمة الأولى، وخصوصاً أنّ السلسلة التي نشرت ديوان شاوول هي نفسها التي نشرت قبلاً رواية «وليمة لأعشاب البحر» لحيدر حيدر. وقد تداول النشطاء خبر الدعوة إلى مصادرة الديوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية الحادة، ورأى البعض أنّ الأمر لا يتعلّق بـ «أخونة الثقافة»، بقدر ما يرتبط بـ «التخلف الأعمق بكثير حتى مما كنا نظن». يدور الديوان كاملاً عن تجربة الشاعر مع السيجارة، التي لم تتخلف عن مرافقته، كأنها ملاكه الحارس. لم تفارقه على امتداد سنواته من المراهقة المبكرة حتى المشيب، رافقته أثناء الدراسة وتظاهرت معه في الجامعة، وهربت معه من منطقة إلى منطقة أثناء الحروب، وهاجرت معه، ونجت معه مراراً. لم تتخلف عن مرافقته، ولا هو تخلف عنها، فهما اثنان في الطريق الطويل المجهول.ما حدث مع ديوان شاوول سيتكرّر خلال الأيام المقبلة، وخصوصاً مع محاولة الإخوان السيطرة على هيئتين فى وزارة الثقافة تعدّان وسيلة لتمكينهم، وهما «هيئة الكتاب» و«هيئة قصور الثقافة»، اللتان تتمتعان بالانتشار في مصر. واقعة شاوول تزامنت مع تغيير السياسة التحريرية لجريدة «أخبار الأدب»، التي نشرت في عددها الأخير مقولة لكارل ماركس يمدح فيها الرسول، ويعدّه من أعظم الشخصيات التي أنجبتها البشرية، فضلاً عن نشر صورة لمارلين مونرو مع تغطية صدرها!