هناك حديث يتّسع حول إطلاق منظّمات عسكريّة فلسطينيّة جديدة. كي تتعلّم من أخطاء الماضي بعض الملاحظات: 1) التهديدات الكبيرة لا تفيد. على التهديد أن يكون متوازياً مع القدرات، أو حتى أن يكون أقلّ من القدرات كي يُفاجئ العدوّ.
2) في البدايات في حقبة الانطلاق، الفعل أهم من الأقوال. تجربة «فتح» مُلهمة: أي افعلوا عكس ما فعلت وقالت «فتح». هي تجسيد للفشل العسكري الفلسطيني، في كل مراحله وأشكاله.
3) تجنّبوا المبالغة: كانت بيانات الفصائل الفلسطينيّة (كلّها بما فيها «الشعبيّة») تبالغ في تقدير عدد القتلى والجرحى في صفوف العدوّ. تجربة مقاومة جنوب لبنان (الإسلامية وليس في جناح «جمّول») من أفضل تجارب مواجهة إسرائيل.
4) من الأفضل تجنّب أسماء مستقاة من تقاليد «قبضايات» الماضي (مثل الشوارب المفتولة أو رفع جرن الكبّة في القرى اللبنانيّة).
5) من الأفضل تجنّب الحديث مع الصحافة، خصوصاً الغربيّة. العمل الصامت في البداية أفعل.
6) القطع مع الماضي وحتى مع تنظيمات المرحلة الماضية أفضل من أجل تدشين مرحلة جديدة من العمل المقاوِم. المقاومة الإسلاميّة في لبنان نجحت بقدر ما ابتعدت عن أخطاء وآثام الحركة الوطنية اللبنانيّة ومنظمة التحرير الفلسطينيّة.
7) العمل السرّي أكثر إلحاحاً من الماضي لأن سلطة رام الله هي اليد الضاربة للاحتلال ولديها تمويل لزرع الجواسيس والإرهابيّين في داخل المجتمع الفلسطيني.
8) الخلايا السريّة المنفصلة هي الطريق الوحيد، كما العودة إلى المقاومة الابتدائيّة من حيث نبذ وسائل التواصل الإلكتروني لأنها جواسيس في اليد لا على الشجرة.
9) لا حاجة بعد لإعلان بيان سياسي. الأولويّة هي تجسيد فعل مقاوم فعّال، غير مرتبط بتنظيمات كثير منها مُخترق من السلطة أو من العدوّ، لا فرق.
10) غياب القائد الأوحد يُفيد لا يضرّ. العدوّ دائماً يتقصّد رأس التنظيمات الجديدة من أجل شلّها عن العمل. اعتمدوا فكرة أنّ كل عضو قائد، وبغياب فرد لا يزول قائد.
11) التستّر على حلفاء إسرائيل في الخليج سيكون مصدر شكّ. تسمية معسكر الأعداء كان أوّل خطوة عند إطلاق «الشعبيّة».