على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

وصلتُ إلى أميركا في عام 1983. لم تتوقّف أميركا عن شنّ الحروب مذّاك (وكانت قد بدأتها قبل وصولي). هناك خدعة تقول إن أميركا بعد حرب فيتنام انكفأت وانعزلت. هذا صحيح في مخيّلة هؤلاء الذين رأوا أنّ أميركا لا تشنّ ما يكفي من الحروب الضروريّة للحفاظ على الموقع العالمي المُهيمِن. في عام 1983، كانت أميركا تخوض حرباً ضروساً في أفغانستان ضد الحكم التقدّمي هناك، مجندةً جيشاً من الإسلاميّين الإرهابيّين من أمثال ابن لادن وصحبه (أقول للأميركيّين دائماً: أنا كنتُ في صف الحكم الشيوعي الموالي للسوفيات في كابول فيما أنتم كنتم في صفّ ابن لادن وصحبه). وكانت أميركا تخوض حرباً في لبنان حتى عام 1984: نشرت المارينز لدعم حكم أمين الجميّل الميليشيَوي الفاسد ومن أجل فرض اتفاقيّة استسلام مع إسرائيل. لكن في عام 1984، انسحبت أميركا من لبنان تحت عنوان «إعادة الانتشار». وغزت أميركا غرانادا في عام 1983، بعد أن تلقّت ضربات موجعة في لبنان. ولم تتوقّف أميركا عن شنّ الحروب في كل أميركا اللاتينية، إمّا لدعم طغاتها أو لدعم ميليشيات وفرق موت تقاتل ضد حكم يساري تقدّمي. هي قاتلت في أفريقيا عبر ميليشيات مثل فرق جوناثان سافمبي في أنغولا، حيث قاتل متطوّعون تقدميّون من كوبا وغيرها. وكانت أميركا تؤجّج القلاقل ضد كل الأنظمة الشيوعيّة وتسلّح وتموّل أعتى الطغاة، وكانت على علاقة تحالف مع الحكم العنصري في جنوب أفريقيا (كان ريغان يجد مختلف الأعذار ويحاجج عن وحشيّة فكرة فرض عقوبات على جنوب أفريقيا). وقصفت أميركا سفناً ومنشآت إيرانيّة في عامي 1987و1988 «لحماية الملاحة» في الخليج. وفي عام 1989، غزت أميركا بنما وأقصت حليفها السابق عن الحكم. وفي عام 1990، دشّنت أميركا حروباً لم تنته في العراق وفي كل العالم العربي. كلّه باسم محاربة الطغيان، وبتحالف مع أعتى طغاة المنطقة. وزادت أميركا من تدخّلها العسكري في الصومال في أوائل التسعينيّات. تدمير المجتمع الصومالي (كما الليبي) هو شغل أميركي محترف. وفي عام 1992، بدأ التدخّل الأميركي في صربيا وكرواتيا إلخ إلخ.

0 تعليق

التعليقات