ما عادت تهمُّني معرفةُ ما سيحلُّ بي نهارَ غد لا أية مِيتَـةٍ ستكونُ مِن نصيبي، ولا أيّ كنزٍ سأعثرُ عليهِ تحت ةِ كهفي.
في ما يخصُّ الآلامَ: أبليتُ حسناً... حسناً وأكثر.
في ما يخصّ الحبَّ: غامرتُ، وأخفقتُ، وسعِدتُ، ولُوِّعتُ، وشابَ قلبي من كثرةِ ما هدّدتُ نفسيَ بالموتِ... وحنثت.
في ما يخصُّ الذنوبَ ( تلكَ التي اقترفتُها أو ادّعيتُ اقترافَها): حصَّلتُ منها ما يستحقُّ المباهاةَ لخمسين سنةً إضافيّة.
وفي ما يخصُّ الحياة:
عِشتُ، وعِشتُ... ولم أنتبه.
وها أنا الآن، بعد أنْ ضاعَ ما لم أنتبه إليه، مَصمودٌ على هذه الكرسيّ...
هنا، على هذه الطاولة (حيثُ لا ألمَ، ولا حبَّ، ولا ذنوبَ يُتباهى بها، ولا خوفَ من موت). وحوليَ ناسٌ كثيرون و وحشةٌ أكثر.
الآنَ، هنا، برفقةِ نفسي وناسِيَ الكثيرين،
وفوقي وفوقَ الجميعِ تُـحَلِّقُ الموسيقى.
وهناك، في أقصى يمين الطاولة: مزهريّةٌ ، وفيها وردة.
وفوقَ الوردِةِ، بدون أن يراها أحد، تَتلألأُ دموعُ الموسيقى.
.. ..
لا تهمُّني الطاولة. لا يهمّني الناسُ الكثيرون. بل ولا تهمّني نفسي.
: تهمّني الوردة.