مِن علاماتِ رداءةِ الطِّيْـنةِ التي صُنِعْتُ منها: موهبتي في إبصارِ ما «حدثَ» في المستقبل،
وقُدرتي الوحشيّةُ على شَمِّ رائحةِ المصائبِ قبلَ وقوعها.
بالتأكيد، تلكَ ليست مِن نِعَمِ الربِّ علَيّْ
بل هي، على الأرجحِ، واحدةٌ من لعناتِهِ وأدواتِ نقمتِهْ...
ربما لكي يَزيدَ في إذلالي، ويجعلَني أَتَـعَـذّبُ أكثرْ:
مِنَ الخوفِ، وأنا أنتظرُ وقوعَ المصيبة،
ومِنَ الحسرةِ وتبكيتِ الضميرِ... بعدَ وقوعِها.
أيكونُ هذا ما يَسَـمّونهُ: «غضَبَ الربّ»؟
مرحى للربِّ إذاً!... ألفُ مرحى للربّْ!
: في «هذا» يكونُ قد أَفلَح.
13/10/2016

فقط لكي أَطمَـئِنّ...



قبلَ أنْ أُتِـمَّ خطواتي الأخيرةَ في هذه الرحلةِ الـمُضْـنِـيَةِ، المخَـيِّبةِ، الفاتنةْ،
أريدُ أنْ أَطمئنَّ إلى اثنتين:
أوّلاً: أنّ مَن أُحِبُّهم لن يتألّموا كثيراً لغيابي؛
وأوّلاً... أيضاً:
أنْ أكونَ واثقاً (قبلَ أنْ أُغمِضَ عينَيَّ وأنفاسي)
مِنْ أنهم، حين يَـتَـذَكّرونني في الغد،
سيَبتسمون مِن أعماقِ قلوبهم, ويقولونَ:
«ذاكَ الطفلُ العجوزْ...
ذاك الراحلُ الذي نُوشِكُ على نسيانِهْ...
لَشَـدَّ ما كان يُحـبُّـنا!».
15/10/2016