توفي الكاتب الفرنسي من أصل روسي هنري ترويا عن عمر 96 سنة بعد حياة زاخرة بالإنتاج الأدبي. فقد ترك أكثر من مئة عمل بين الرواية والسيرة، وقد طبعها بمدرسة الواقعية التي راجت في القرن التاسع عشر.وكان الكاتب من أقدم أعضاء الأكاديمية الفرنسية التي انتخب فيها عام 1959، وهو عميد الفائزين بجائزة غونكور إحدى أبرز الجوائز الأدبية، وقد فاز بها عام 1938 عن روايته “العنكبوت”، وكان يبلغ من العمر 27 سنة.
ولد هنري ترويا واسمه الحقيقي ليف تاراسوف في موسكو في الأول من تشرين الثاني 1911، وهاجر مع عائلته غداة الثورة البولشفية ليقيم اعتباراً من عام 1920 في فرنسا حيث درس الحقوق وحصل على الجنسية الفرنسية.
أصدر الرواية الأولى عام 1935 بعنوان “نهار زائف”. وإن كان ترويا كتب باللغة الفرنسية حصراً، إلا ان بلاده الأم كانت مصدر وحي لم ينضب، فغرف منها لكتابة سيرة القياصرة “كاترين الكبرى” و“نيكولاس الأول”، واستلهم الكتّاب الكلاسيكيين الكبار الروس ومنهم بوشكين ودوستويفسكي وتولستوي وتشيخوف.
كذلك كتب سيرة بعض كبار كتّاب القرن التاسع عشر الفرنسيين مثل فلوبير وموباسان وزولا وفرلين وبودلير وبلزاك.
من أعماله الأدبية “طالما أن الأرض مستمرة” (تان كو لا تير دورورا، 1947)، و“موسم الزرع والحصاد” (لي سوماي إيه لي مواسون، 1953)، و“حداد الثلج” (لا نيج آن دوي، 1952) الذي اقتبس سينمائياً، وغيرها.
ترجمت أعمال ترويا الذي قلد وسام جوقة الشرف وقد نشر مذكراته بعنوان “درب طويل” عام 1976 وصنّف عام 1994 الكاتب المفضل لدى الفرنسيين، بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد سوفريس.
على رغم تقدمه في السن لم يتوقف ترويا عن الإنتاج الأدبي وقد واصل الكتابة فأصدر آخر أعماله “المطاردة” في شباط 2006.
(أ ف ب)