strong>يحيى دبوق
جيــش الاحتــلال: غــزّة تتحــوّل إلى جنــوب لبــنان ثــانٍ بدعــم مــن حــزب اللــه والإيــرانيّين

هدد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس بأن إسرائيل تقترب من تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة، رداً على مواصلة إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية، في وقت حذر فيه جيش الاحتلال من أن القطاع يتحول إلى جنوب لبنان ثانٍ في ظل تنامي قدرات المنظمات الفلسطينية بفعل تدريبها وتوجيهها من حزب الله والإيرانيين.
وقال باراك، خلال حضوره المناورات التي بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذها أمس في الجليل، إن «كل يوم يمر يقرِّب إسرائيل من تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة لإيقاف إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية»، مشدداً على أن «إسرائيل ستكون مسرورة إذا تغيرت الظروف بشكل يسمح لها بالامتناع عن تنفيذ العملية». لكنه عاد وشدد على أن «يوم حصولها يقترب بشكل لا مفر منه».
وفي مقابلة مع صحيفة «معاريف»، قال قائد فرقة غزة في جيش الاحتلال، العميد تشيكو تامير، إن قدرات «حماس» في القطاع تتحسن باستمرار، مشيراً إلى أن قرار تنفيذ عملية عسكرية ضده بيد القيادة السياسية.
وأوضح تامير أن «حماس تحاول تشييد خنادق ومرابض مدفعية ثابتة على حدود القطاع مع إسرائيل. وهي تبني داخل القطاع قوة عسكرية تتطور كل الوقت»، مشدداً على أن الجيش يركز جهده حالياً على الاستعدادات الدفاعية في مواجهة التهديدات التي منشأها القطاع.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين رفيعي المستوى في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي تحذيرهم من أن «منظمات الإرهاب في قطاع غزة تتطور يوماً عن يوم لتصبح جيشاً منظماً ومدرباً»، وأن «غزة تتحول بشكل تدريجي إلى جنوب لبنان» ثانٍ، مؤكدين أن «هذه المنظمات تطور نفسها وتحسن قدراتها القتالية وتتلقى وسائل قتالية حديثة، كما يجري تدريبها وتوجيهها من حزب الله والإيرانيين».
وأشارت المصادر العسكرية الإسرائيلية نفسها إلى أنه «مع كل يوم يمر، تزداد قدرة المخربين على إبداء مقاومة أشد في الاشتباكات مع الجيش الإسرائيلي»، مؤكدين أن ما يبديه الفلسطينيون من مقاومة شديدة في قطاع غزة يشير إلى وجود «خلايا منظمة ومدربة تعمل بشكل مهني ومنظم، مع سمات شبيهة بسمات جيش».
وأضافت المصادر أن «ما يجري الآن في غزة يذكر بتعاظم قوة حزب الله في السنوات التي كان خلالها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، إذ طور حزب الله طوال الوقت نشاطاته ونجح في الإضرار بالجيش الإسرائيلي». ومع ذلك، شددت المصادر نفسها على تفوق إسرائيل وعلى أن «قائد فرقة غزة (في الجيش الإسرائيلي) العميد موشيه تامير، كان قد اكتسب خبرة كبيرة خلال قتال حزب الله في لبنان».
من جهتها، وصفت صحيفة «هآرتس» أمس ما يجري في قطاع غزة وسقوط قتلى إسرائيليين خلال المواجهات مع الفلسطينيين بأنه «ميل مقلق لإسرائيل بعدما كان واضحاً في الماضي من سيخرج ويده هي العليا في كل مواجهة (في قطاع غزة)، وخاصة أن الجيش الإسرائيلي يملك تفوقاً نارياً وآليات مدرعة وتحكماً جوياً ومستوى تدريب أعلى».
وأضاف المراسل العسكري للصحيفة، عاموس هرئيل، أن ما يجري في القطاع يشير إلى «تقليص الفجوة في المواجهة (مع الفلسطينيين)، إذ بدأنا نشعر في الأشهر الأخيرة بنتائج جهود إيران وحزب الله لتطوير قدرات حماس، ولا تتعلق المسألة بوسيلة قتالية محسنة، بل بدراسة دقيقة لعبر حرب لبنان مع دخول لخبراء إرهاب تدربوا في لبنان وفي إيران لمساعدة حماس».
وتابع هرئيل قائلاً إنه «في كل قاطع، هناك سلسلة قيادية تستخدم المراقبة والتحكم وسلاح مشاة ووسائل مضادة للدروع»، مشيراً إلى أنه «رغم التفوق الإسرائيلي، فإن من الصعب الخروج من المواجهات من دون أضرار، وخاصة أن عدد القوات المكرس للاجتياحات صغير وعبء المهام هائل، ما يؤدي إلى استنزاف
الجنود».
وتساءل هرئيل عن إمكان أن تقدم إسرائيل على القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، فأشار إلى أن «السلاح الأساسي الذي تستخدمه إسرائيل في المرحلة الحالية لمواجهة (صواريخ) القسام هو العقوبات الاقتصادية، لكنها ستبدأ بالتفكير بالخطوة العسكرية الكبرى إذا ارتفع عدد المصابين (الإسرائيليين) في المستقبل».