أسرّ القائد السابق للمنطقة الأميركية الوسطى، الجنرال جون أبي زيد، للإسرائيليّين، بما لا يحبّون سماعه: لا تملكون القدرة على تدمير المشروع النووي الإيراني، وتعايشوا مع قنبلة نووية إيرانية «لأنها لن تكون نهاية العالم»
محمد بدير
رأى القائد السابق للمنطقة الأميركية الوسطى، الجنرال جون أبي زيد، في مقابلة مع صحيفة «معاريف» نُشرت أمس، أنّ الإمكانات العسكرية التي تملكها الدولة العبرية قادرة على إلحاق ضرر بالطموح النووي الإيراني، «لكن عملية عسكرية مستمرة تضع حداً لتخصيب اليورانيوم الإيراني هو أمر أكبر من قدرة إسرائيل العسكرية».
وقال الجنرال اللبناني الجذور «بسبب البعد الجغرافي وعدم توافر معلومات دقيقة عن حجم النشاط النووي الإيراني، سيكون من الصعب على الجيش الإسرائيلي تدمير المشروع الإيراني»، مشيراً إلى أن «من يعتقد بأن إسرائيل قادرة على أن تفعل في إيران ما فعلته في العراق، فهو مخطئ ثم مخطئ».
وأعرب أبي زيد عن اعتقاده بأن «ثمة سبلاً للتعايش مع إيران نووية»، موضحاً أن وجود قنبلة نووية بحوزة طهران «سيخلق ديناميكية سباق تسلح لن تؤدي إلا إلى جعل الجمهورية الإسلامية أقل أمناً، كما أنه سيمسّ باستقرار المنطقة».
وأعرب الجنرال الأميركي عن ثقته بأن إيران نووية «لن تهاجم إسرائيل لأن هجوماً كهذا سيؤدي إلى انهيارها»، وهو ما جعله يجزم بأنه «لا سبب للخوف من إيران على إسرائيل وعلى الولايات المتحدة».
وفيما شدّد على وجوب القيام بكل شيء من أجل منع إيران من تطوير قنبلة نووية، رأى أبي زيد أن هذا لا يعني بالضرورة شن حرب «رغم أن الخيار العسكري يجب أن يكون على الطاولة». وبينما أشار إلى أن حيازة إيران قنبلة أو اثنتين «ليست نهاية العالم»، عاد وذكّر بأن الأسلوب الذي «اتبعناه مع البرنامج النووي لكوريا الشمالية هو دليل على أن من الممكن التقدم في مجال إيجابي أيضاً من دون عمل عسكري».
على صعيد آخر، عبّر أبي زيد عن موقف متحفّظ إزاء العدوان الذي شنته إسرائيل على لبنان صيف 2006، مشدداً على صعوبة التسليم «بالرد الإسرائيلي العنيف خلال الحرب». وقال إن «إسرائيل تملك الحق في الدفاع عن نفسها، لكن عليها أن تدرك أن الرد على نشاط الميليشيات يجب أن يكون محسوباً حتى لا تقوّيهم في نهاية المطاف». وعن تقويمه العام للعدوان، وصفه بأنه «كان خطأً لأنه عزّز موقع حزب الله وسط العالم العربي وداخل لبنان».
وخلص أبي زيد إلى أنه «حالياً ليس لدى حكومة لبنان القوة لبسط سيطرتها في الدولة على حساب حزب الله، ولذلك هذا يتطلّب عملية دولية، الأمر الذي لا يرغب به حقاً المجتمع الدولي حالياً».
وفي الشأن العراقي، أبدى أبي زيد «تفاؤلاً حذراً» حيال التحسن الأمني الذي طرأ هناك، مشيراً إلى وجود فرصة «لتغيير إيجابي» في ضوء إنجاز الاتفاقية الأمنية الأميركية ـــ العراقية، قبل أن يستدرك بأنه «رغم ذلك، علينا أن نكون قلقين من التوترات الكبيرة بين الجماعات (الطوائف) الثلاث في الدولة». وأقرّ الضابط المتقاعد بحقيقة أن احتلال العراق «ارتكز إلى فرضية خاطئة تتعلق بتقدير تأثير القوى المعارِضة وهي القاعدة من الجانب السنّي ومقتدى الصدر من الجانب الشيعي».
وسبق لأبي زيد أن شغل منصب قائد المنطقة العسكرية الوسطى لمدة أربع سنوات، قبل أن ينهي خدمته العسكرية، التي امتدت 34 عاماً، في أيار 2007، ليتحوّل إلى العمل مساعدَ باحثٍ في معهد «هوفر» في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا.