هما عقدان من التحولات.
لا أميركا هي أميركا، ولا «طالبان» هي «طالبان»، ولا البيئة الاستراتيجية هي نفسها. عقدان ألقتهما الولايات المتحدة وراءها وولّت مدبرة، لتشتعل في الداخل الأميركي نزاعات محورها سؤال رئيس: هل «عادت أميركا» حقاً؟ سؤالٌ ليس منطلقه مجرّد صورة أيقونية خلّفتها واقعة كابول، شأنها شأنها واقعة سايغون، بل سلسلة تطورات متسارعة في العالم، ستجعل الخصوم، أي خصوم «الإمبراطورية»، أكثر جراءة في وجهها، وأصدقاءها أقلّ اعتداداً بها. على المقلب المضادّ، تبدو حركة «طالبان» بنسخة جديدة أكثر مرونة وبراغماتية واستعداداً لتعاطي السياسة، وإن بقي الشكل على حاله. ولعلّ هذا الانقلاب هو ما تراهن عليه دول جوار أفغانستان، وعلى رأسها إيران، من أجل الوصول إلى تفاهمات مع الحركة، التي لا تفتأ تبعث برسائل طمأنة إلى الداخل والخارج، في تكتيكات لا يمكن إلا التوقّف عندها في قراءة المشهد وتحليله. يبقى أن أفغانستان، وأيّاً كان شكل الحكم الذي ستستقرّ عليه، ستجد نفسها أمام تحدّيات هائلة، بعدما عاث الاحتلال فيها خراباً، وزادها إفقاراً، وخلّف فيها مآسي جمّة، قبل أن يغادرها على متن طائرات عسكرية اضمحلّت مع تبدّد دخانها الأحلام «الوردية» الواهمة، التي كان رسمها لهذه البلاد المُعذّبة
لا أميركا هي أميركا، ولا «طالبان» هي «طالبان»، ولا البيئة الاستراتيجية هي نفسها. عقدان ألقتهما الولايات المتحدة وراءها وولّت مدبرة، لتشتعل في الداخل الأميركي نزاعات محورها سؤال رئيس: هل «عادت أميركا» حقاً؟ سؤالٌ ليس منطلقه مجرّد صورة أيقونية خلّفتها واقعة كابول، شأنها شأنها واقعة سايغون، بل سلسلة تطورات متسارعة في العالم، ستجعل الخصوم، أي خصوم «الإمبراطورية»، أكثر جراءة في وجهها، وأصدقاءها أقلّ اعتداداً بها. على المقلب المضادّ، تبدو حركة «طالبان» بنسخة جديدة أكثر مرونة وبراغماتية واستعداداً لتعاطي السياسة، وإن بقي الشكل على حاله. ولعلّ هذا الانقلاب هو ما تراهن عليه دول جوار أفغانستان، وعلى رأسها إيران، من أجل الوصول إلى تفاهمات مع الحركة، التي لا تفتأ تبعث برسائل طمأنة إلى الداخل والخارج، في تكتيكات لا يمكن إلا التوقّف عندها في قراءة المشهد وتحليله. يبقى أن أفغانستان، وأيّاً كان شكل الحكم الذي ستستقرّ عليه، ستجد نفسها أمام تحدّيات هائلة، بعدما عاث الاحتلال فيها خراباً، وزادها إفقاراً، وخلّف فيها مآسي جمّة، قبل أن يغادرها على متن طائرات عسكرية اضمحلّت مع تبدّد دخانها الأحلام «الوردية» الواهمة، التي كان رسمها لهذه البلاد المُعذّبة