«أسقطُ من جيبي المثقوب/ مع جمل شعريّة تافهة/ تغرغر الخيال والنجوم والمنال». تسافر الشاعرة المغربيّة بين شواطئ ماليبو وبيروت ومستغانم وساوث كاليفورنيا. تنقر على وترها المشدود بعناية بين رقّة وفجاجة. لكنّها لا تبذل جهداً لذلك: الشعر أن تعيشه وتنسى، تنزفه، يفلت منك ثم تندم. في مجموعتها الثانية «نيون أحمر» (دار النهضة)، تلفحك غنائيّة مطعّمة بالعبثيّة، بقايا رومنسيّة محوّرة. السخرية لاحتواء القيم السائدة والاقتصاص من الذات. الغرابة لتخريب العلاقات المنطقيّة، وكسر أي إجماع، وقلب قواعد المنظور. تتربّع منى وفيق على «حلم من الساتان الأسود» المستعار من قصيدة لم تقرأها ربّما لعبّاس بيضون، أو تمشي «متسربلة بهروبها» على كورنيش ماغوطي بعيد ... فتأتيها صور وكلمات موقتة، ومشاعر غير مؤكّدة تنضح برغبة الانقلاب على العالم. أمنيتها؟ «أن تندلع حرب جديدة في لبنان/ تتناسب مع تعاسة نصّ جديد لم أنشره بعد». إنّها بلانش نيج افتراضيّة ترفع «دعاء الفايسبوك»: «ماذا لو أحببت شاعراً فلسطينياً من برج الدلو، بشعر كثيف وناعم، لا يحبّ التنانير القصيرة؟». خنساء ما بعد حديثة يستخفّها الـ 6arab، يسكنها «شغف متعدد الوسائط»، تعتلي برج العذراء لترى الفاو. Betty Boop بدويّة بـ «نصف قلب مكسور». إنها منى وفيق في بلاد العجائب، «لا تجيد نطق «لا»/ تجيد كتابتها فقط». «ترتديها فريدا كاهلو»، أو يتبعها جحفل غير منظور من «الفقراء الحداثيين»، و«بنات الويك إند»، و«قارئات الفنجان»، و«أمّهات المدن السحاقيّة». تكشف لنا «قلبها الملحد» ... ونفَساً مشرقياً إذا جاز تقطيع قصيدة النثر جغرافياً. لكن، كيف نحيط بها؟ «كن خيطاً/ كن إبرة/ لست قابلة للرتق».