يقول السوريون عندما يريدون وصف شخص ذكي جملة «مالو حلّ». هذا الشعار الشعبي الذي يعني بأننا أمام موهبة استثنائية، ينطبق بحذافيره على النجم باسم ياخور. فالكوميديان البارع يمتلك موهبة فطرية عميقة، لكنّه يعرف كيف يضبطها ويعيد توجيهها في المسار الصحيح. لا يختلف أداؤه أمام الكاميرا عمّا هو عليه خارج اللوكيشن، بل يمكن أن يزيد من جرعات التهكّم ليصبح صديق الجميع بسرعة خيالية وأينما حلّ. كلّ شيء عند «جودة أبو خميس» محسوب بالملليمتر، ومن دون أن يكلّف نفسه عناء كبيراً، لأن حسبته صحيحة دائماً، وموهبة الوقوع واقفاً توازي موهبة التمثيل لديه. كما يعرف بأن خطّ الرجعة بأهمية طريق الذهاب إلى الأقصى! هذا العام، يطلّ باسم ياخور في مسلسل «الواق واق» (تأليف ممدوح حمادة وإخراج الليث حجّو ـ قناة «لنا»). في هذا المسلسل سيكون نجم «الخربة» (للكاتب والمخرج نفسيهما)، أمام تحدّ بالغ المسؤولية، لأنه يلعب دور قبطان بحري هزمته الحياة، فركب باخرة مواشي هاربة في عرض البحر. ثم قذفه الموج إلى جزيرة مجهولة مع رفاقه فراح نحو المبالغات بإدعاء إنجاز لم يعرف طعمه يوماً. «طنّوس سيخ البحر» يلائمه أسلوب الـ Farce، لكنّ اختيار ياخور للهجة ريف اللاذقية (اللهجة نفسها التي لعب بها دوره في «ضيعة ضايعة») سيضعه حتماً أمام مقارنة ظالمة! فور مشاهدتنا لبرومو العمل، مثلت أمامنا صورة جودة ! لكن لا أسعد الطيّب (الممثل الراحل نضال سيجري) هنا، ولا بقية العناصر التي صنعت عملاً حجز مكانة ثابتة في الوجدان الجمعي لجمهوره!على أيّ حال، يبقى ذلك في إطار استشرافي يمكن أن يتغيّر في لحظة واحدة بمجرّد عرض الحلقات اعتباراً من بداية رمضان. إلى جانب ذلك، يطلّ ياخور في برنامج «كاش مع باسم» (على الفضائية السورية) بسوية إنتاجية عالية وجوائز مغرية بالنسبة للجمهور السوري. ومن خلال هذا البرنامج، يرفع نجم «عبدو الغول» (نسبة لدوره في مسلسل «الندم» حسن سامي يوسف والليث حجو) سقف الميزانيات للبرامج التلفزيونية، ويتكئ على خفة ظله وهضامته، إلى جانب تجاربه السابقة في تقديم البرامج. وقد بدأ الترويج على السوشال ميديا للبرنامج اليومي الذي يقدّم وجبة رمضانية منوعة من المسابقات والأغاني و«الأفشات» المحببة للجمهور.
كلّما مرّ عام تتكرّس قاعدة تقول: باسم ياخور لا يعرف إلا النجاح، حتى وإن لم ينجح فإن الفشل يتوه في الطريق إليه!