بيار أبي صعبتألّقت جولييت بينوش، في «مهرجان كان» الأخير، مرّتين على الأقلّ. ليلة الختام طبعاً، حين تسلّمت الجائزة عن دورها في فيلم عبّاس كياروستامي «نسخة طبق الأصل»، وهو أوّل عمل يحقّقه صاحب «طعم الكرز» خارج إيران، موضوعاً وديكوراً. وما زلنا نذكر دموعها في «كان» ـــــ وهي لحظة تألّقها الثانية ـــــ حين أتى كياروستامي، خلال مؤتمرهما الصحافي، على ذكر جعفر بناهي، مواطنه (ومساعده السابق) المسجون بسبب أفكاره. في وسع الممثلة الفرنسيّة الرقيقة أن تبتسم الآن، فقد استعاد السينمائي الإيراني حريّته الموقتة، وغادر سجن «إيفين» حيث يقبع منذ أوّل آذار (مارس).
قرّرت المحكمة الثوريّة في طهران إخلاء سبيل جعفر بناهي بكفالة، من دون توجيه تهمة إليه، في انتظار محاكمته. صاحب «البالون الأبيض» (الكاميرا الذهبيّة، «كان» 1995)، يقف في صفّ المعارضة، منذ انطلاق الحركة الاحتجاجيّة في بلاده، على أثر الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة. لبس منديلها الأخضر في «مونتريال»، ثمّ مُنع من الذهاب إلى «برلين» التي كانت قد أعدّت تكريماً له، وحرمه السجن أخيراً من المشاركة في لجنة تحكيم «كان» حيث تُرك له مقعد فارغ. يُعدّ بناهي من أبرز رموز الموجة الجديدة في السينما الإيرانيّة، يجمع أسلوبه بين القوّة والمرارة، وقد تناول بجرأة قضايا الظلم الاجتماعي في «الدائرة» (الأسد الذهبي، «البندقيّة» 2000)، وغياب الحريّة في «دم وذهب» (جائزة لجنة التحكيم، «نظرة ما»/ «كان» 2003)، وتمرّد المرأة على التمييز بحقّها في «خارج اللعبة» (الدب الفضّي، «برلين» 2006). أفلامه ممنوعة رسميّاً في إيران حيث صوّر معظمها سرّاً، بطريقة خاصة من ابتكاره. من يهرّب نسخاً لعرضها في بيروت؟