فضيحة من العيار الثقيل دوّت وزارة التربية صبيحة الامتحانات الرسمية للثانوية العامة التي انطلقت اليوم، إذ حضر رئيس الحكومة ووزير التربية إلى مركز صور لتفقد أحوال الطلاب الممتحنين، فوصلا قبل أن تصل الأسئلة إلى مراكز أخرى. وقد ساد التوتر والقلق الامتحانات في كل لبنان حيث تفاوت وصول المسابقات إلى المراكز. وبدا مستغرباً أن تصل إلى مراكز في بيروت وبعض المناطق في مواعيدها، كما أعلن رئيس المنطقة التربوية في بيروت محمد الحمصي، وأن يجري وتوزيعها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن توزع على مراكز أخرى. ففي شمسطار في البقاع، مثلاً، زغرد الأهالي المنتظرون على أعصابهم في الخارج لدى وصول المسابقة عند العاشرة والثلث بدلاً من السابعة صباحاً، وفي منطقة بيصور في جبل لبنان وصلت عند العاشرة إلا ربعاً، وفي مركز ثانوية حاصبيا في البقاع الغربي تسلم رئيس المركز المغلفات عتد التاسعة والنصف، وفي منطقة عرمون وإقليم الخروب وصلت عند التاسعة والربع وفي صيدا عند التاسعة والعشر دقائق. أما في مركز عزة فلم تكن المسابقات قد وصلت حتى كتابة هذه السطور. يذكر أن اليوم الأول للامتحانات ينتهي، بحسب البرنامج المقرر، عند الثالثة والنصف من بعد الظهر، فمتى ينجز الطلاب مسابقاتهم مع هذا التأخير؟ وكيف سيكون وضعهم النفسي؟
وفيما انتشر كلام على تسريب للأسئلة حصل في منتصف الليل وعلمت به الوزارة صباحاً، برر وزير التربية عباس الحلبي سبب تأخر وصول الامتحانات بوجود خطأ في مادة الكيمياء لعلوم الحياة اضطر الأساتذة إلى تصحيحها ، مشيراً إلى أن التلامذة سيحصلون على وقت إضافي. وسواء أكان هناك تسريب أم خطأ، فالمهزلة كبيرة، ويجب محاسبة المسؤول عن تدمير الامتحانات وخصوصاً أنه سبقت الاستحقاق حملات قادتها شبكات الملاحق وبيع الافادات والتلاعب بداتا المعلومات التي تسجل طلاباً وهميين خارج المهل القانونية مقابل مبالغ مالية خيالية، والتي تربطها بالمدير العام ورئيس اللجان الفاحصة عماد الأشقر علاقات وثيقة. وثمة حاجة إلى إجراء تحقيق فوري من القضاء وفرع المعلومات، فما حصل تسبب بضرر جماعي وضيع جهود طلاب درسوا تحت القصف وعانوا من التخبط طيلة العام الدراسي. وينتظر أن تتوقف الامتحانات "فالإفادات أشرف من الجقجقة الحاصلة"، كما ردد بعض الأساتذة، أو أن تعاد مسابقات اليوم الأول بالحد الأدنى.