تحتفل المطاعم والنوادي الليلية بعيد الحب، هذا العام، بتنظيم حفلات غنائية وولائم بعد غياب قسري العام الماضي فرضته إجراءات التعبئة العامة لمواجهة فيروس كورونا.
وينتظر أصحاب المؤسسات السياحية هذه المناسبة للتعويض عن ضمور الحركة وتراجع عدد الزبائن بسبب الأزمة الاقتصادية وفقدان الليرة قيمتها الشرائية.

ولأنّ كثيراً من «العشاق» لا يستطيعون الدفع بالدولار، وفّرت المطاعم عروضات بأسعار وُصفت بالمقبولة، واللافت أنّ نسبة الحجوزات عالية!

جورج معادي، مدير أحد المطاعم الكبرى، أكد أنّ الأماكن في مؤسّسته باتت «محجوزة بالكامل» لعطلة نهاية هذا الأسبوع، علماً أنّ سعر الدخول للشخص الواحد تبدأ من مليون و200 ألف ليرة كتكلفة تناول العشاء من دون برنامج موسيقي أو مرافقة مطرب.

غير أنّ الوضع لم يكن سهلاً لدى معظم المطاعم، خصوصاً المتوسطة والصغيرة منها، بحيث أثّرت الأزمة سلباً في الحجوزات والأرباح.

وفي هذا الإطار، يوضح لبنان جعجع، صاحب أحد المطاعم المتوسطة، أنّ نسبة الحجوزات بمناسبة عيد الحب هي 50 في المئة من نسبة الاستيعاب التي تفرضها وزارة الصحة.

فنظراً إلى أنّ سعر الصرف بات شبه ثابت، حدّد لبنان الأسعار لهذه المناسبة بالعملة الوطنية وليس بالدولار كما اعتاد أن يفعل في السنوات الماضية، وذلك من أجل جذب أكبر عدد من الناس. وتشمل التسعيرة أطباقاً لبنانية (مازة) ومشروباً مفتوحاً وسهرة موسيقية بتكلفة 500 ألف للشخص الواحد.

وبحسب جعجع، فإنّ نسبة الأرباح التي يحقّقها المطعم اليوم قليلة جداً مقارنة بالسنوات الماضية «ففي حين كنا نحقّق مردوداً يتجاوز خمسة آلاف دولار كأرباح على الحفلة الواحدة، لم نعد نحقق اليوم أكثر من 500 دولار، علماً أنّ التكاليف المتوجبة على أصحاب المطاعم في هذه الليلة لا تتغيّر مقارنة بالمناسبات الأخرى كرأس السنة».

تغيير طبقي طاول الزبائن الذين حجزوا أماكن للاحتفال بالمناسبة هذا العام. يشير جعجع إلى أنّ المطعم لديه «كان يقصده زبائن دخلهم متوسط. لكن نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة، بتنا مجبرين على اعتماد نمط جديد من أجل استقطاب فئة أخرى من الزبائن غير متأثرة بالأزمة الاقتصادية وتفضّل وجود مطرب أو برنامج ترفيهي ضمن السهرة».

مايك مرجلاني، مدير أحد المطاعم المتوسطة، اعتمد تسعيرة بالليرة لجذب أكبر عدد من الناس وتشجيعهم على السهر «لكن تكلفة الطعام تصل أحياناً أيضا إلى 70 في المئة من سعر الفاتورة مع تلاعب سعر الصرف وارتفاع أسعار البضاعة».

من جهته، قرّر حسن الهاشم، مدير مطعم متواضع، اعتماد أجواء وزينة السنوات الماضية ذاتها للاحتفال بعيد الحب «لكي يشعر الزبون بالفرح وبأجواء المناسبة، قمنا بتزيين المطعم كالسابق مع أجواء موسيقية وبالاشتراك مع عازف كمان في السهرة مقابل 350 ألف ليرة على الشخص تتضمّن طبقين أساسيين، مشروب وحلوى» لافتاً إلى أنّ «نسبة الحجوزات لا تتعدّى الـ40 شخصاً في حين أنّ نسبة الاستيعاب في المطعم تصل فعلياً إلى 550 شخصاً».

​في المقابل، لجأ بعض المطاعم إلى مبادرات لتشجيع الناس على السهر. تقول فدوى كوثراني، صاحبة مطعم متواضع، إنّ الأرباح هذا العام لا تصل إلى 20 في المئة مقارنة بالسنوات الماضية «ونظراً إلى أننا لا نفرض أرقاماً كبيرة على الناس فإنّ هذا العيد لا يسمح لنا بالتعويض عن بقية السنة. فلكي نرضي الزبون في ظلّ الأوضاع الصعبة، حدّدنا تسعيرة منخفضة مقارنة بأسعار المطاعم الأخرى، عبارة عن 250 ألف ليرة على الشخص تتضمّن عشاء، مشروباً وحلوى، وسط أجواء موسيقية وزينة للعيد».