القابلات في «عيدهنّ»: حارسات الأم والطفل لسن دايات

عام 1922، كان لبنان السبّاق بين دول المنطقة الى فتح الباب أمام اختصاص القبالة القانونية، مع إنشاء أول مدرسة للقبالة في جامعة القديس يوسف. فتحت تلك الخطوة الباب واسعاً أمام تنظيم تحسين شروط المهنة التي كانت حتى ذلك الوقت مهمة «الداية». هكذا، من باب مدرسة اليسوعية، صارت القبالة القانونية مهنة مستقلة، تحتاج ممارستها الى الحصول على إجازة جامعية وإذن لمزاولتها من وزارة الصحة. مع ذلك، خسرت القابلة القانونية جزءاً من مهامّها التي بات يمارسها أطباء الأمراض النسائية والتوليد... لتصبح القابلة «مساعدة» لهم في غرف العمليات. وهذا يفسّر الضعف في استقلاليتها في العمل، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 5% من القابلات فقط يملكن عيادات يمارسن عملهن فيها، فيما 65% منهن يعملن في المستشفيات مع الأطباء.
مع ذلك، لا يستقيم «القطاع» من دون القابلات القانونيات. ثمّة دور لهنّ لا طاقة للأطباء على القيام به، فهنّ «الحارسات» لحياة الأم والطفل، ابتداءً من التحضير للحمل مروراً بمتابعة الحامل وجنينها يوماً بيوم وصولاً إلى توليدها (إن كانت الولادة طبيعية) ومتابعة الطفل، وقد تستمر هذه المرافقة حتى أعمارٍ متقدمة تصل إلى سني المراهقة. إلى هذا الحدّ، دور القابلة القانونية أساسي كمهنة مستقلة لا كتابع، كما تؤكّد نقيبة القابلات القانونيات دعد العاكوم.
مع جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية، استعادت المهنة بعض النشاط. في ظل إحجام كثيرات عن زيارة العيادات ورغبة أخريات في الحصول على خدمات تقدمها نساء، يزدهر عمل القابلات القانونيات اللواتي بات لهن «خطّ ساخن» (في إطار عمل اللجنة التقنية للكورونا والحمل في وزارة الصحة) لتوعية الحوامل ومتابعتهن داخل المنزل. تؤكّد العاكوم أن الإقبال على القابلات «عالٍ اليوم»، متوقعة أن «يزيد أكثر»، ليس فقط بسبب الجائحة، وإنما أيضاً بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تجعل المستشفيات اليوم حكراً على طبقات معينة. وتلفت، من جهة أخرى، إلى عجز القابلات، بسبب الأوضاع الاقتصادية، عن تأمين معداتهن اللازمة لمتابعة المرأة الحامل وتوليدها، إذ تشكو النقابة من نقص في المعدات وعدم القدرة على شرائها بسبب أسعارها الخاضعة للدولار، وهذا ما يحول دون قيامهن بعمليات التوليد.
في اليوم العالمي للقابلات القانونيات، اليوم، تأمل العاكوم أن يتحسن «ميزان» الولادات، لناحية تعزيز كفة الولادات الطبيعية والتخفّف من العمليات القيصرية.

طلب على القابلات... «بلا مقابل»!

العام الماضي، تقدّمت 282 مرشحة إلى امتحان الدخول في فروع كلية العلوم الصحية في الجامعة اللبنانية، في اختصاص القبالة القانونية، قُبلت 89 منهن للتسجيل في السنة الأولى. تشير هذه الأرقام التي تتشابه بين...

بتول رحال

خيط فاصل بين مهنتين

ترتبط صورة القابلات القانونيات في أذهان الناس بـ«الداية» التي لا تملك «عدّة شغل» سوى وعاء ماءٍ مغلي، وفي اعتقاد كثيرين أن القبالة القانونية مهنة لم يعد لها وجود بعدما حلّ الطب النسائي، مع الوقت،...

هديل حسن