قطع طارق تميم وعداً على نفسه بعدم الظهور في الكوميديا. كان القرار صعباً على ممثل معروف في هذا النوع، ولكن الظروف التي يمر بها البلد أجبرته على الابتعاد عن الكاميرا. غياب تميم كان لصالحه، إذ كسب الرهان أخيراً بعدما قرر العودة إلى التمثيل من خلال مسلسل «النار بالنار» (كتابة رامي كوسا وإخراج محمد عبد العزيز/ إنتاج «صبّاح إخوان»/«شاهد» و lbci و mbc). عاد الفنان اللبناني إلى ملعبه، لكنه هذه المرة ارتدى ثوب الدراما بدل الكوميديا التي عرف بها في البرامج التلفزيونية.من يعرف تميم في الحقيقة وعن كثب يشعر وجود قواسم مشتركة بين شخصية تميم ودور جميل الذي يلعبه في «النار بالنار». المثقف اليساري الذي أصيب بخيبة أمل على جميع الاصعدة العاطفية والسياسية والاجتماعية، إتجه نحو القمار علّه يخفف عنه ألمه. يقف جميل في مواجهة التطرّف رافضاً عنصرية اللبنانيين ضد اللاجئين السوريين والعكس صحيح، محاولاً تقريب وجهات النظر. شخصية مثالية ولكنها حقيقية طالعة من رحم المجتمع، كأنه قادم من أحد مقاهي شارع الحمرا، حاملاً ماضيه النضالي المشوب بهزيمة الآمال والتطلعات والأحلام.
قد يختلف بعضهم على تقييم مسلسل «النار بالنار» الذي ينقل واقع اللاجئين السوريين في لبنان، لكن الاجماع كان على أداء تميم الذي يشكّل نموذجاً لتلك الشخصيات المثالية التي حلمت يوماً بوطن يتسع للجميع، وما زالت معتصمة بحلمها في زمن الانقسامات الطائفية والقطرية.