تصدّر الفيلم الكوميدي Everything Everywhere All at Once (إخراج دانيال كوان ودانيال شاينرت)، أمس الثلاثاء السباق إلى جوائز الأوسكار التي تُوزّع في 12 آذار (مارس) المقبل في هوليوود، إذ حصل على 11 ترشيحاً من بينها جائزة أفضل فيلم.وتقدّم هذا العمل الذي يحكي قصة صاحب مغسلة منغمسة في أكوان متوازية على الفيلم الألماني الطويل All Quiet on the Western Front (9 ترشيحات ــ إخراج إدوارد برغر) والكوميديا التراجيدية الأيرلندية The Banshees of Inisherin (9 ترشيحات ــ إخراج مارتن ماكدونا).
وكما كان متوقعاً، كافأ أعضاء الأكاديمية الذين يصوّتون لاختيار لائحة الأعمال المُرشحة، أفلاماً حظيت برواج بينها «توب غَن: مافريك» (إخراج جوزيف كوزينسكي) و«أفاتار: طريق الماء» (إخراج جيمس كاميرون)، لمساعدتها على إعادة رواد السينما إلى الصالات بعد الجائحة.
ورُشّح هذان العملان لنيل أوسكار أفضل فيلم، بينما غاب «بلاك بانثر: واكاندا للأبد» عن ترشيحات هذه الفئة.
ومن الأعمال الأخرى المُرشحة للفوز بأبرز جائزة في المجال السينمائي الأميركية والعالمي، فيلم السيرة «إلفيس» (إخراج باز لورمان) عن أسطورة موسيقى الروك أند رول، وفيلم «ذا فيبلمانز» المُستوحى بصورة كبيرة من طفولة ستيفن سبيلبرغ، وفيلم «تار» (إخراج تود فيلد) الذي تؤدي كيت بلانشيت دور البطولة فيه، وفيلم «مثلث الحزن» الفائز في «مهرجان كان السينمائي»، وفيلم «وومن توكينغ» الذي يستند إلى عمل أدبي.
وحصل Everything Everywhere All at Once على أربعة ترشيحات في الفئات الفردية، بينها أفضل ممثلة لميشيل يو وأفضل ممثل في دور مساعد لكي هو كوان الذي أدّى عندما كان طفلاً أحد الأدوار في فيلم «إنديانا جونز أند ذا تامبل أوف دوم» قبل أربعين عاماً.
وأصبحت يو ثاني امرأة آسيوية تحظى بترشيح لنيل أوسكار في فئة أفضل ممثلة منذ انطلاق حدث جوائز الأوسكار قبل 95 سنة. وتتنافس يو مع كيت بلانشيت التي سبق أن نالت جائزتَي أوسكار.
ولم يَرِد اسم أي امرأة سوداء في قائمة الترشيحات عن أفضل ممثلة رغم الحظوظ التي كانت تتمتع بها كل من فايولا ديفيس (عن «ذا وومن كينغ») ودانييل ديدوايلر (عن «تيل»).
أما النجمات اللواتي برزت أسماؤهنّ في اللائحة إلى جانب بلانشيت ويو، فهنّ أنّا دي أرماس عن «بلوند»، وميشيل وليامز عن «ذا فيبلمانز»، وأندريا ريسبورو عن «توليسلي».
وفي الفئات الفردية الأخرى، رُشح في فئة أفضل ممثل كل من براندن فرايزر عن «ذا وايل»، وكولين فاريل عن The Banshees of Inisherin، وأوستن بتلر عن «إلفيس»، وبول ميسكال عن «أفترصن»، وبيل ناي عن «ليفينغ».
وبترشيح أنجيلا باسيت في فئة أفضل ممثلة في دور مساعد عن (بلاك بانثر: واكاندا للأبد ــ إخراج رايان كوغلر)، أصبحت أول نجمة من فيلم ينتمي إلى عالم مارفل تنال ترشيحاً في جوائز الاوسكار.
وبينما برز اسم ستيفن سبيلبرغ في قائمة ترشيحات أفضل مخرج، غابت النساء بصورة تامة في هذه الفئة، ما أثار سريعاً ردود فعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان الصحافي المتخصص كلايتن دايفس، قال لمجلة «فارايتي» إنّ «هذه السنة هي إحدى أكثر السنوات غموضاً في ما يتعلّق بالترشيحات»، بسبب انضمام أعضاء جدد من خارج الولايات المتحدة إلى الأكاديمية، يُنسب إليهم البعض نجاحات غير أميركية كفيلم «باراسايت» الكوري الجنوبي عام 2020 مثلاً.
ودعم هؤلاء الأعضاء هذه السنة فيلم All Quiet on the Western Front الذي حاز الأسبوع الفائت 14 ترشيحاً في جوائز «بافتا» البريطانية.
وتولّى الممثلان ريز أحمد وأليسون ويليانز إعلان قائمة ترشيحات الأوسكار من لوس أنجليس.
وتشهد نسب المتابعة التلفزيونية لحفلات توزيع الجوائز بينها الأوسكار انخفاضاً. علماً أنّ الأكاديمية منحت مكافآتها في السنوات الأخيرة إلى أفلام مستقلة لا تحظى بشهرة كبيرة كـ «نومادلاند» و«كودا».
ويبدي لاعبون كثر في المجال السينمائي آمالهم في أن تُوزَّع الترشيحات بصورة متساوية بين الأفلام الرائجة لعام 2022، والتي كان ينتظرها محبو السينما بحماسة بعد الجائحة.
وفي شباك التذاكر نهاية الأسبوع الفائت، تجاوزت عائدات الجزء الثاني من فيلم الخيال العلمي «أفاتار» للمخرج جيمس كاميرون عتبة الملياري دولار حول العالم.
من ناحيته، حقّق «توب غان: مافريك» الذي بدأ عرضه في أيار (مايو) الماضي عندما لم يكن النجاح مضموناً للعروض داخل صالات السينما، إجمالي إيرادات بـ1,5 مليار دولار. ويتوقع كلايتن دايفس احتمال أن يفوز هذا العمل بأوسكار أفضل فيلم درامي.
وتختتم حفلة الأوسكار موسماً سينمائياً لا يزال متأثراً بالجائحة التي بسببها لا تزال دور سينما كبرى تواجه صعوبات للتعافي بينها مجموعة «سينيوورلد»، ثاني أكبر سلسلة لدور السينما في العالم.