لم تكن مهام إخراج مسلسل «مع وقف التنفيذ» (تأليف علي وجيه ويامن حجلي- «لنا» bein drama و«شاهد»mbc)، سهلة على المخرج سيف السبيعي. فالعمل الدرامي يتغلغل في أعماق شخصيات تركت الحارة التي تعيش فيها إبان الحرب السورية، ويستعرض التغيرات النفسية في الشخصيات ويقارنها بين الماضي والحاضر بعدما عادت إلى الحارة. هذه النقلة في الشخصيات، جعلت «مع وقف التنفيذ» عملاً مركّباً أشبه بلوحات «بازل». لكن «أبو دهب» كما يطلق عليه نسبة لإبنته الوحيدة، قدّم «مع وقف التنفيذ» بحلّة جميلة، تقوم على تقطيع المشاهد وفقاًَ لقاعدة ثابتة في جميع حلقات المسلسل.
هكذا، إفتتح كل حلقة من العمل الذي يجمع النجوم السوريين: فايز قزق وسلاف فواخرجي وعباس النوري وغيرهم، بإستعراض شخصية محدّدة فيه، وكيف كانت قبل الحرب سوية نوعاً ما، والأثر الذي تركته فيها ومهّدت لتكون سيئة حالياً.
مرّ على الماضي مرور الكرام، ولكنه شرّح كل شخصية وفنّد معاناتها النفسية، وقدّمها للمشاهد.
ذلك الماضي كان يُستعرض بدقائق، وعنون كل حلقة بمقولة مقتضبة من أحد الكتّاب والفلاسفة، تمهيداً لما قد يكون عليه محتوى الحلقة. ثم أفرد البساط كلّه لأحداث الحاضر. كأنه يقول بأن الانسان رهينة ماضيه. هذا الأمر جعل من المسلسل مرتّباً، هندسه سيف بكل ذكاء. وكأنه رسام يخطّ نقوشاته على مهل. لم يتوقف المخرج عند هذا الحدّ، بل وقف أمام كاميرته كممثل بدور سريع.
إذاً، نجح سيف في تقطيع المشاهد على وقع موسيقى هادئة، ورسم صفات كل شخصية بتفنّن. سيف نجح في مهامه هذا الموسم، ويمكن القول بأنه الأكثر ربحاً في المنافسة في ظلّ غياب المسلسلات السورية اللافتة.