انطفأ كبير أساقفة جنوب أفريقيا ديزموند توتو (1931-2021)، بعد مسيرة نضالية حافلة، اشتهر فيها بكفاحه الدؤوب من أجل إنهاء سياسة الفصل العنصري في بلاده، ووقفاته المشرّفة مع القضية الفلسطينية. إذ كان يعتبر أنّ «العنف الإسرائيلي لا يمكن أن يولد إلا المزيد من الكراهية والعنف المتبادل»، وأنّ «سياسة إسرائيل لا تضاهيها إلا سياسة التمييز العنصري التي كانت سائدة في بلاده ضد السود». خبر وفاة توتو تصدر الصحافة العربية والعالمية. لكن خلال تغطيتها خبر الوفاة واستعراض حياة المناضل الأفريقي، عمدت المنصات الخليجية، الى تغييب مناصرته للقضية الفلسطينية، والتعتيم على مواقفه حيالها. هكذا، افردت صحيفة «الشرق الأوسط» مقالة تأبينية عن رحيل ديزموند توتو، مركزة فقط على محاربته لإنهاء الفصل العنصري في جنوب افريقيا، من دون التطرق الى مواقفه من القضية الفلسطينية بوصفها شكلاً من أشكال النضال العالمي ضد السياسات العنصرية والاستعمارية والتمييز والإحتلال. من جهتها، غيّبت قناة «سكاي نيوز» الإماراتية بدورها الجانب النضالي الفلسطيني من حياة ديزموند توتو، في تغطيتها خبر الوفاة. في سياق يصب في بحر واحد الا وهو طمس القضية الفلسطينية، إعلامياً، وتغييب ذكرها في الإعلام الخليجي الغارق في التطبيع حتى أنفه. في المقابل، نعت «الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل»، المناضل الإفريقي، وقدمت التعازي للشعب الفلسطيني ولجميع احرار العالم. وذكّرت في بيانها بكفاح المناضل الإفريقي على مدى عقود ضد نظام الفصل العنصري وجميع أشكال الاضطهاد، وقالت: «علّم توتو الملايين حول العالم، بمن فيهم الفلسطينيون، معنى النضال من أجل مبادئ أخلاقية». وكشفت أن ديزموند توتو، دعم «الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل»، بعد أشهر من إطلاقها من قبل أكبر تحالف في المجتمع الفلسطيني.
ولفتت في بيانها الى «أنّ مساهمة ديزموند توتو، الفريدة - العلنية والبعيدة عن الأضواء - أعطت حملات المقاطعة دفعة معنوية هائلة للحركة، كما أقنعت العديد من الشخصيات المؤثرة الأخرى في جميع أنحاء العالم لتحذو حذوه».