على الرغم من محاولات اسكات الفلسطينيين وجميع النشطاء الداعمين لهم على وسائل التواصل الإجتماعي خلال العدوان الأخير على غزة، الا أن هذه الممارسات سرعان ما انقلبت على هذه المنصات، التي ظهّرت مدى تبعيتها للعدو الإسرائيلي وانحيازه للآلياته العدوانية. لا شك في بأن تدفق المحتوى الفلسطيني على هذه المنصات، استطاع خرق جبهات كثيرة، خاصة عند المضللين أو الرماديين حيال القضية الفلسطينية. يضاف اليهم، تحرك لافت من قبل نجوم عالميين أعلنوا جهاراً دعمهم لفلسطين ودعوا «اسرائيل» الى ايقاف الإبادة التي تشنّها في المناطق المحتلة. هذه المشهدية أقلقت الإحتلال، ودفعت بشبكاته حول العالم، سيما اللوبي الصهيوني، الى الضغط على منظمات ومؤسسات إعلامية وغيرها لقلب الصورة التي فُضح بها سيما في العالم الغربي. هكذا، شاهدنا إعلاناً مطبوعاً على صفحة كاملة في صحيفة «نيويورك تايمز» لمنظمة اسرائيلية، يحرّض على كل من العارضتين بيلا وجيجي حديد الى جانب المغنية دوا ليبا، اللواتي دعمن قضية فلسطين، وتعرضن على مواقع التواصل الإجتماعي لحملات تشويه واتهمن بالترويج «للإرهاب». هذه الحملات لم تثن النجمات الثلاث عن مواقفهن، كما فعل عدد آخر من المشاهير، فقد عادت ليبا وغردت عبر حساباتها التفاعلية، تعليقاً على هذا الإعلان المحرّض، قائلة: «يستخدم اسمي بلا خجل لدفع حملتها القبيحة بالأكاذيب، أقف متضامنةً مع كل المظلومين وأرفض جميع أشكال العنصرية». لكن قبل ايام، تراجعت مواقف بعض المشاهير الذين دعموا فلسطين في الايام السابقة، وراحوا ينشرون اعتذاراتهم على مواقع التواصل الإجتماعي، كما حصل مع الممثل مارك رافالو الذي كان قد اتهم «اسرائيل» بارتكاب إبادة جماعية، ودعا الى فرض عقوبات عليها. لكنه سرعان ما تراجع واعتذر عن تلك المنشورات. كذلك فعلت نجمة «تلفزيون الواقع» باريس هيلتون التي دعمت فلسطين، ونشرت فيديو لطفلة فلسطينية تبكي تدمير منزلها من قبل الإحتلال الإسرائيلي، فسارعت أخيراً الى حذفه، واستبدلته بمنشور آخر يحمل سذاجة عالية بالقول: «ارسل الحب والنور إلى العالم. والدعاء من أجل السلام لجعل العالم مكاناً أفضل للجميع».
وفي السياق عينه، حذفت عارضة الأزياء كيندال جينر منشورها على انستغرام، الذي انتقدت فيه غياب الدعم وتجاهل الإضطهاد للفلسطينيين. بدورها، حذفت الممثلة عائشة كاري تغريدتها المتعلقة بدعم الفلسطينيين، واستبدلتها بمنشور آخر يحمّل مسؤولية قتل المدنيين «لمنظمات ارهابية في غزة»!