يروي أحد العاملين في القطاع التلفزيوني، أنه عندما عرض عليهم بث مسلسل «ضيعة ضايعة» (تأليف ممدوح حمادة وإخراج الليث حجو)، لم يكونوا موافقين على بثه، تخوّفاً من اللهجة الساحلية السورية التي يتحدث فيها أبطال العمل، وقد لا يفهمها المشاهد الخليجي. لكن المفاجأة كانت عندما قررت قناة «أبو ظبي» المغامرة وبث العمل الساخر للمرة الأولى عام 2008، فحقق نسبة مشاهدة نادراً ما تحوذها الشاشة الاماراتية. هكذا، تربّع المسلسل الذي جمع باقة من النجوم السوريين على رأسهم باسم ياخور ونضال سيجري، على قائمة المسلسلات وحطّ على غالبية القنوات العربية والخليجية، ليكون أكثر مسلسل جال على المحطات، حتى خُصصت قناة سورية تبثه ليلاً ونهاراً. هكذا، كان «ضيعة ضايعة» بمثابة أيقونة درامية حفظ نهفاتها الكبير والصغير. وتحوّلت الاسكتشات التي جمعت باسم ياخور (دور جوده أبو خميس) والراحل نضال سيجري (أسعد خشروف) أشبه بالنشيد الوطني الذي كرر على مسامع المشاهدين. في شهر رمضان 2021، رغم توفر عشرات المسلسلات الرمضانية الجديدة التي أنتجت العام الحالي، إلا أن قناة «الجديد» تعيد عرض الجزء الأول من «ضيعة ضايعة». للمرة العاشرة وأكثر، تبث الشاشة العمل التلفزيوني يومياً (18:00)، لتطعّم برمجتها بعمل إستثنائي. مقابل الدراما التي شرّعت أبوابها أمام المشاهدين وتدور في فلك الحب والخيانة، يحظى المسلسل السوري، رغم مرور أكثر من 13 عاماً، على إنتاجه، بأكبر نسبة مشاهدة. للسنة الخامسة على التوالي، تصرّ القناة المحلية على أن يكون «ضيعة ضايعة» ضمن برمجتها الرمضانية. وتلفت مصادر من «الجديد» إلى أنها تتمسك بالمسلسل لأنه فريد من نوعه. وتوضح أنه رغم توفر العديد من الأعمال التي قلّدت المسلسل الذي يدور في قرية بسيطة وفقيرة اسمها أم الطنافس الفوقا، إلا أن «ضيعة ضايعة» بقي النسخة الأصلية التي لا تتكرر. وتشير المصادر إلى أنه رغم تكرار بث العمل، لكن القائمين على قناة «الجديد» يفاجأون بنسبة المشاهدة التي يحققه كل مرة. وتوضح أنها تعرض «ضيعة ضايعة» لأنه كوميدي ويرسم ضحكة على وجوه المتابعين، بينما بقية المسلسلات تغلب عليها المشاهد الكئيبة والقتالية. بإختصار، لا يمكن للمتابع أن يشعر بالملل من التحفة الفنية السورية، وفي كل مرة يبث يرسم إبتسامة على وجهه وكأنه يكتشفه للمرة الأولى
..........
«ضيعة ضايعة» يومياً (18:00) على قناة «الجديد»