ما زال الملايين حول العالم، تحت صدمة وفاة أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا، وما زالت مواقفه تجاه السياسة والأيديولوجيا محط تداول. لعلّ أبرز ما أعيد سرده في السوشال ميديا ما ردده مارادونا عن حبه لفلسطين، عندما صرّح في العام 2018 أن «قلبي فلسطيني»... لنكون في الساعات الأخيرة مع موجة رياح خليجية، قوامها الإعلام الإماراتي والسعودي، الذي أخذ يروّج لـ«عشق» ووله اللاعب الشهير لمدينة دبي. هكذا، انتشرت هذه السردية باطراد على أغلب المواقع الإلكترونية الإماراتية، وعلى منصة «العربية» أيضاً، وتفيد بأن مارادونا، وقبيل وفاته بأشهر قليلة بعث بتحايا الى الشعب الإماراتي، مع المترجم الشخصي له محمد النجار، وعبّر مرات عدة عن عشقه لهذه المدينة، ورغبته في العيش فيها. إذ استعادت القناة السعودية مقابلة معه تعود الى العام 2011 يقول فيها إنه خسر عدداً كبيراً من افراد عائلته في الأرجنتين وأنه يشعر «في دبي أنه واحد من أبنائها»، وأنه «لن يغادرها الى آخر يوم في حياته». هكذا، أرادت المنصات السعودية والإماراتية الصعود على ظهر نجم عالمي غادرنا أخيراً، لتسوّق لنفسها ولمدينة دبي، في وقت تسرح فيه الطائرات الإسرائيلية في أجوائها، ويحتاج فيه هذا الإعلام الى الإتكاء على هكذا سرديات، لإعادة الأنظار الى تلك المدن المطبعة مع الإحتلال.