ربما لن يصدّق أحد بأن تلفزيون «أبو ظبي» بجلالة قدره وقوته المالية مديون لسوريا! ليس بسبب تداعيات الظروف الاقتصادية التي تحاصر الخليج منذ فترة، إنما بسبب الفساد المستشرية في العملية الإنتاجية بشكلها القائم حتى العام الماضي. المفارقة بأن أعمالاً عدّة صوّرت في الشام، لصالح قناة «أبو ظبي»، وأُغلقت ملف الذمم المالية المستحقة لمن عملوا فيها لدى تصوير آخر مشهد في الأعمال من بينها «مقامات العشق» (محمد البطوش وأحمد إبراهيم أحمد) و«عندما تشيخ الذئاب» (عن رواية جمال ناجي لحازم سليمان وعامر فهد). والعملان نفّذ إنتاجهما إياد الخزوز وياسر فهمي شركة I See Media، لكنّ الفرق بأن العمل الاجتماعي تولى الاشراف عليه عامر فهد، وربما هو من كان المنتج المنفذ الفعلي لمسلسله، لأن الرجل فعلياً صاحب باع طويل في الإنتاج، وسبق أن أسس مع هلال أرناؤوط شركة «إيبلا الدولية» في سوريا وقد أنجزت أعمالاً ضخمة! عموماً، أنتجت «أبو ظبي» من خلال الخزوز وفهمي مسلسلاً تاريخياً ثانياً هو «العاشق- صراع الجواري» (أحمد المغربي وعلي علي). العمل كان سيحمل اسم الحلّاج وقد ابتعدت القناة الخليجية عن عرضه لصالح بيعه إلى قنوات أخرى، بعدما غيّرت اسمه. وقد مرّت على المسلسل ظروف سيئة جداً بسبب استبدال الكاتب ثم استبدال المخرج للفريق النهائي، وضيق الوقت، وعدم الوضوح الإعلامي، والخوف من ردّة الفعل السلفية. ومع ذلك، مرّ المسلسل بشكل لا بأس فيه. صحيح أنّه لم يحقق حضوراً كبيراً، إلا أنه وصل إلى المحطات في الوقت المناسب، وكان بمثابة عمل تاريخي نأى بنفسه عن الخوض الحقيقي في حياة أشهر المتصوّفين! الصدمة أنه حتى اليوم لم يحصّل غالبية الممثلين والفنيين كامل أجورهم، وبعضهم لم يتقاض بحسب أحاديثهم مع «الأخبار» أي ليرة! على الطرف المقابل، جرت أخيراً تغييرات كبيرة على الجهاز الإداري في تلفزيون «أبو ظبي» وانتشرت أخبار عن فض شراكة الخزوز وفهمي. كما تصل معلومات عن نيّة القناة عدم التوّجه إلى سوريا مجدداً، وإن كان لا بد من ذلك، فإنها ستنتج أعمالاً مشتركة سورية لبنانية تصّور في بيروت! أما الحقوق المالية لفريق «العاشق- صراع الجواري»، فربما يأكلها النسيان، خاصة أنّ أياً من فريق المسلسل بمن فيه نجمه الممثل العالمي غسّان مسعود لا يملك أيّ عقود رسمية موثقة في المحاكم! بمعنى أن طريقة الشغل كانت بمنطق الإذعان! وهذا ليس جديداً على جميع شركات الإنتاج العربية!