منذ حوالي الساعة، تحاول جريدة «الاخبار» الاتصال بالممثل باتريك مبارك للاستفسار عن التسجيل الصوتي الذي إنتشر له قبل ساعات على السوشال ميديا ويهاجم فيه رئيس الجمهورية ميشال عون والسيد حسن نصرالله. كان هاتف الممثل اللبناني، ولا يزال، مشغولاً طوال الوقت، ليتضح لاحقاً أن هاتف الممثل اللبناني لم يهدأ بسبب تصريحاته النارية المفاجئة، وربّما لجأ إلى إقفاله بسبب كثرة التواصل معه. باتريك الذي لا يعدّ ممثلاً من الصف الأوّل ولم يلمع اسمه بين أبناء جيله في أي مشاريع درامية، أصبح «نجماً» بين ليلة وضحاها بسبب ما تلفّظ به من عبارات تحمل تهديداً واضحاً لعون ونصر الله، فضلاً عن كلامه المتطرّف، إذ قال: «أنا للموت ضدهما، وإن حصلت حرب في لبنان أنا أوّل من سيتسلّح ويحمل بارودة بوجه عون ونصرالله». الحكاية ترويها الصحافية أماني فياض التي تعمل في موقع afalebanon الإلكتروني. تقول فياض لـ«الأخبار» إنّها كانت تعدّ «تحقيقاً حول الممثلين اللبنانيين ورأيهم بالاهتمام المبالغ فيه بزيارة الممثل التركي بوراك أوزجفيت إلى بيروت الاسبوع الماضي. تضمن التحقيق حوارات مع باقة من الأسماء التي أكدت أهمية دور الممثل وحاجته للدعم المادي والمعنوي لمتابعة عمله». وتتابع فياض: «كان كل شيء على ما يرام إلى أن أرسلت الأسئلة إلى باتريك عبر تطبيق «واتسآب». هنا، فوجئت بداية بتدخله بأسماء الممثلين الذين اخترتهم، قبل أن يتحوّل الحوار لاحقاً إلى كلام طائفي يحمل تهديداً واضحاًَ لشخصيتين مهمتين في البلد». وتكمل: «تلقيت من باتريك تسجيلات صوتية عدة فيها عبارات طائفية وشتائم بحق الأديان. لكن التسجيل الذي تضمن تهديداً لرئيس الجمهورية ونصرالله كان وقعه قوياً عليّ فقررت تسريبه إلى أحد الأشخاص، لينتشر سريعاً على نطاق واسع بسبب العبارات المسيئة والصادمة التي تلفّظ بها الممثل، كما ذكر رقم هاتفه وكأنه يجاهر بعباراته التي تنمّ عن حقده». لكن ما حقيقة تصريحات مبارك بأنّ الصحافية استفزته فأطلق كلامه يميناً ويساراً؟ تنفي فياض تلك التهمة، لافتة إلى أنها توقّفت عن الكلام مع باتريك عندما أرسل لها التسجيل الطائفي، غير أنّ هذا لم يدفعه إلى التهدئة بل مضى قدماً وزاد من حدّة الكلام».
على الضفة نفسها، انطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضدّ مبارك، فيما تفاوتت الآراء بين من اعتقد بأنه تفوّه بكلامه الطائفي والتحريضي ليلفت إنتباه المنتجين، في مقابل اعتقاد البعض الآخر بأنّ كلام باتريك يدلّ على أنّه شخصية مضطربة، خصوصاً لناحية تأييده لأفكار تنظيم «داعش» الإرهابي واعتباره بأنّ ممارساته هي «تطبيق للإسلام الحقيقي». كما يتردد في الاوساط الفنية أنّ عدداً من المحامين سيتقدّمون بدعوى قضائية ضدّ الممثل.
من جانبها، أصدرت النقابات الفنية في لبنان اليوم بياناً موحداً دعت فيه إلى عدم التعامل مع باتريك «في أيّ عمل فني ومقاطعته بشكل تام». على الضفة الاخرى، وجّه البعض لوماً إلى الصحافية التي نشرت التسجيل، معتبرين أنه كان بإمكانها التغاضي عن الامر وعدم إثارة البلبلة، والاكتفاء بالكلام الذي قاله ويخدم تحقيقها حول رأيه بحال الممثلين اللبنانيين.