يملك الممثل السوري سهيل الجباعي (1963) تاريخاً طويلاً على خشبات المسارح. خرّيج «المعهد العالي للفنون المسرحية» منذ عام 1987، لا تعنيه النجومية. يعجبه أن يعيش من دون أن تلاحقه عيون المعجبين أو تترصده العدسات أينما ذهب، لكنّه يدرك مقدراته كممثل، خصوصاً عندما يعتلي منصّة التاريخي من الأعمال. وقد سبق أن صال وجال مع أهم المخرجين السوريين في هذه النوعية تحديداً. الرجل على سوية من التهذيب الزائد في كلّ المواقع، تفرض احترامه على الجميع. سبق أن التقيناه لدقائق قبل شهور في طرطوس أثناء تصوير مسلسل «أثر الفراشة» (كتابة محمود عبد الكريم، وإخراج زهير قنوع). صادف سفره لحظة وصولنا ولم يلفت نظرنا صنّاع العمل لأهمية دوره فسقط اسمه سهواً من بين المشاركين، على الرغم من مواكبتنا للمسلسل بمجموعة مقالات. في هذه الحكاية التلفزيونية، يؤدي جباعي دور الدكتور «نزار»، الشخص الذي يلتقي بطل العمل (بيار داغر) وينسج معه علاقة عمل مستمرة، لكنّه يتخطى خلال يومياته فكرة صاحب العمل والمرؤوس ليصبحان صديقان، وتطلق رحلة «الفلاش باك» لدى كلّ منهما قصة حب موجعة يفتح سجلاتها أمام الآخر. المسلسل الذي انتهت كلّ عملياته الفنية لم يتقاض صنّاعه أجرهم حتى الآن بسبب تأخر توريد الميزانية لـ «مؤسسة الانتاج التلفزيوني والإذاعي». أما اللقاء الثاني بالممثل السوري كان قبل أيّام في مدينة اللاذقية، حيث يجري تصوير مسلسله الثاني لهذا الموسم «دقيقة صمت» (سامر رضوان، وشوقي الماجري). نترافق بمشوار سفر طويل إلى دمشق ليحكي لنا عن خيبات المسرح السوري وغياب المنتج الذي يحترم جهود من يعمل على الخشبة! وعن دوره في «دقيقة صمت»، يردف: «مع الماجري أعمل ولو كنت مغمّض العينين». كيف لا يذهب نحو هذا الخيار وقد أنجز معه أهم عملين تلفزيونيين في مشوراه، وهما: «الاجتياح» (سيناريو وحوار رياض سيف حاز جائزة «إيمي أورد») و«حلاوة الروح» (كتابة رافي وهبي). أما الشخصية التي يؤديها في المسلسل الجديد، فهي «أشرف العوّاد». إنّه رجل بسيط يعيش في القرية يلتقي بـ «أمير ناصر» (عابد فهد) بعدما تتم مراسم دفنه الوهمية يتمشى على الطريق عارياً! فيصاب بمس من الصدمة، ثم يعود ليراه مستلقياً على قبره! لينساق نحو الإيمان المطلق بأنّ «أمير» هو شخص اصطفاه الله وبارك روحه! ينخرط في فكرة حراسته وسماع تعليماته والتحقيق مع كلّ من يزوره! من دون أن يكون لنهاية الشخصية أثر عميق، وكأنّ المقولة المرادة من النص تقول: «هكذا يساق الجهلة والسذج من دون أن يكون الشأن العام معنيّاً بنهاياتهم».