يحمل أبناء الجولان السوري المحتل هامشاً واسعاً من الدراما في حياتهم! وإن اقتصر حضوره بالنسبة للفن السوري على قوالب جاهزة، إلا أنها ربما تكون معبّرة في مطارح عدّة. من جانب آخر، يكفي مثلاً أن نشاهد مقاطع تصوّر طلاب الجولان الذين قدموا إلى دمشق للدراسة وهم يخاطبون أهاليهم بمكبرات الصوت، تفصل بينهم أسلاك شائكة وقوات صهيونية محتلة، لندرك الواقع الغريب. وهو ذاته الواقع الذي أحاله نجم مثل خالد القيش (1977) إلى نجاح باهر! ابن المدينة المحتلّة يضطر للسفر إلى بلد عربي مثل الأردن حتى يلتقي بأهله كل فترة، لكّنه لم يترك فرصة أمام أحد، ليشعر بأن هناك معاناة تفرض سطوتها عليه. لم يعرف الشاب سوى النجاح منذ البدايات أيام «التغريبة الفلسطينية» و«ملوك الطوائف» (حاتم علي) و «غزلان في غابة الذئاب» (رشا شربتجي). كان وقعه مختلفاً، ولا يزال. يمكن الحديث عنه بمصطلحات متجددة تشبه إيقاعه. الأداء الرجولي هكذا، يمكن تفنيد منطقه باللعب التمثيلي. لا يمكن إلا أن يعطي انطباعاً بالرجولة حتى عندما يتعلق الموضوع بشخصية مصابة بذكورتها مثل «عصام» الذي أداه أمام كاميرا المثنى صبح في «سكر وسط» (كتابة مازن طه). بمعنى منح الشخصية أكبر قدر من الحيوية، والتحّكم بمفرداتها ومفاتيحها بصيغة رشيقة تجعله قريباً من الجمهور... إلى درجة أن يترك حضوره في استراحة على طريق سفر جلبة واضحة! الصحافة غالباً ما تظلم نجم «المهلب» (محمد لطفي) إلى درجة أنّ اسمه قد يسقط سهواً عن عمل لعب فيه دوراً رئيسياً. مع ذلك، يقتنع بعتاب ناعم يكفيه شرّ المعارك. ربما يعي تماماً بأن دوره في الحياة صناعة الجمال والمساهمة في تشذيب الذوق العام، وإنجاز المتعة المسبوكة على سنارة الحرفية. وليس إثارة المشاكل! قليلون يعرفون أن «أبو فارس» يبدو بارعاً في إدارة حياته الشخصية، تماماً مثل نجاحه في تحصيل إجماع اجتماعي ومهني. لعلها الحرب أو الغربة القسرية عن أهله، ما جعله يدرك ضرورة أن يبني حالة دافئة تساعده في تسلّق حبل الألق!هذا العام. الموسم متوهج أمام خالد القيش في ثلاثة أعمال منتظرة ستكون من عيون الدراما العربية بحسب رؤية نقدية استشرافية. أوّل تلك المسلسلات يؤدي فيه شخصية رئيسية هي شخصية العميد عصام في «دقيقة صمت» (سامر رضوان وشوقي الماجري). كذلك يحضر في «مسافة أمان» (إيمان السعيد والليث حجو) و «حرملك» (سليمان عبد العزيز وتامر اسحق) وهو النوع الشامي الذي برع فيه القيش في أكثر من مناسبة، مستفيداً من خصوصية أدائه وتمّكنه من ترك الأثر البالغ عند متلقيه!
الموسم متوهج أمام خالد القيش في ثلاثة أعمال ستكون من عيون الدراما العربية