من يشاهد وزيرة التنمية الإدارية مي شدياق، بعيد خروجها من إجتماع «اللجنة المكلفة صياغة البيان الوزاري» أمس، يدرك تماماً، أن ثمة تغييراً طرأ على سلوكيات الإعلامية اللبنانية. صحيح أن مواقفها لم تتغيّر، في ما خص قضايا المقاومة والموقف من سوريا، الا أنها في مؤتمرها الصحافي أمس، بدت عليها هذه اللهجة التهدوية، في التعاطي مع أهل الصحافة، بحكم مركزها الوزاري الجديد. قبل مغادرتها lbci وعالم التوك شو السياسي (2009)، كانت شدياق تتسم بسقف عال من النقاش، وحتى بعد حلولها كضيفة سياسية في هذه البرامج على باقي الشاشات، واستفرادها بالقرار، وقول الأشياء بمسمياتها تبعاً لعقيدتها السياسية «القواتية». اليوم، تنتقل شدياق الى ضفة مختلفة، أرحب في المساحة، وتحمل «إضطرارية» في التعاطي مع البقية بلهجة أقل عنفاً. أمس، تحدثت شدياق، بلهجة منخفضة (رغم السقف المعتاد سياسياً) عن حرية الرأي للجميع، خارج أبواب الوزارة، وهي التي تحظر على وسائل التواصل الإجتماعي، عدداً كبيراً من اللبنانيين/ ات، وهذا الأمر عرفت به منذ سنوات. خرجت يوم الإثنين الماضي، على otv، ضمن برنامج «ضروري نحكي» لتتناول أيضاً، موضوع العلاقة مع وزراء «حزب الله». تحدثت هنا، بسلاسة، عن هذه العلاقة، بغض النظر عن باقي الإشكاليات التي تعتري العلاقة بين الطرفين. بين سلامها «باليد» على وزير الصحة جميل جبق التي أصرّت على ذكر بأنه كان «يرتدي الكرافات»، وتقاطع العديد من الملفات في حفلات النقاش مع الوزير محمد فنيش... شدياق، التي كان من المنوي أن تستلم دفة وزارة الثقافة، وبدّلت الحقائب في اللحظات الأخيرة، سادت مسيرتها العديد من المحطات تراوحت بين الإعلام المرئي والمسموع، الى الأكاديميا، وإنشاء مؤسسة إعلامية تعليمية، وصولاً الى دخولها اليوم رسمياً المعترك السياسي، لتكون صوت «القوات» داخل مجلس الوزراء، أو «صوت الضمير»، من خلال تسجيلها للإعتراضات على بعض بنود البيان الوزاري. لكن، في نهاية المطاف، تجبر اليوم، على إعادة قولبة تعاطيها مع الإعلام، والصوت الآخر. لا شك في أنها تجربة جديدة، تدخل فيها شدياق، لترسم ليونة واضحة، بعدما عرفت بشخصتيها الشرسة والحادة.