بعض المخرجين يعيشون على أمجاد غابرة، وربما يحق لهم ذلك إن تمكّنوا من تقديم مسلسلات رسخت في الوعي الجمعي للمشاهد وصارت مطلباً جماهيرياً وفولكلوراً حاضراً على شاشاتهم بين فترة وأخرى كلّما أعيد عرضها. على سبيل المثال، لا يمكن لشخصية «غوّار الطوشة» أن تموت، ومن المؤكد أن اسمها سيبقى ملازماً للكوميديان القدير دريد لحّام إلى ما لا نهاية رغم أنّ عقوداً طويلة مرّت على تقديمها وقد لعب غيرها عشرات الأعمال من دون أن يتمكن أي دور من مقاربة عتبة النجاح الساحق الذي صنعه هذا الكركتر في وقت صعب. في مثال مشابه، حقق مسلسل «ضيعة ضايعة» (ممدوح حمادة والليث حجو) حضوراً استثنائياً وتحوّل المسلسل إلى ظاهرة حقيقة ما زال المخرج يعيش على مجدها حتى الآن وهو حق مشروع له بالمنطق النقدي.أخيراً نشر مخرج «الانتظار» (كتابة حسن سامي يوسف ونجيب نصير) على صفحته على الفايسبوك فيديو يظهر بعض الحقائق التي تخصّ تحفته التلفزيونية «ضيعة ضايعة» على خلفية مشاهد منتقاة من العمل. وقد لاقى الشريط رواجاً واسعاً على السوشال ميديا، وأولى هذه الحقائق تكشف بأن كادر المسلسل تلقى مخالفة كهرباء بسبب اضطراره إلى الاستجرار غير المشروع أثناء التصوير، وبأن مشهد الحريق لم يكن مخططاً له بل اندلع حريق في المنطقة، وقد تم استثماره لصالح أحداث المسلسل الكوميدية بطريقة ارتجالية. وعن الناحية الإنتاجية، أوضح الشريط بأن العمل في جزئه الأوّل كان خاسراً إنتاجياً ورفض من قبل غالبية شركات الإنتاج، إلى أن آمن به المنتج الراحل أديب خير مدير شركة «سامة للإنتاج الفني». وقد وافق جميع العاملين في المسلسل على تلقي نصف أجر عن هذا المسلسل كمساهمة منهم في إنجازه لاعتقادهم بأنه مشروع كوميديا بيئة مهم يجب أن يرى النور!