طغت السياسة على اختيارات «الأكاديمية الأميركية للتلفزيون والفنون» خلال الدورة الـ39 من احتفال توزيع جوائز «إيمي» الذي أقيم أول من أمس في نيويورك. شريط «آخر الرجال في حلب» (2017_ إخراج: فراس فياض) الذي يرصد عمليات الإنقاذ التي يقوم بها متطوعو «الخوذات البيضاء» إبان «حصار مدينة حلب» السورية، حل فائزاً عن فئة «أفضل فيلم وثائقي عن الأحداث الجارية». وتبوأ «دعني أتنفس» (إنتاج شبكة «سي إن إن» ـ إخراج: رياض الحسين) الذي يوثّق الأحداث التي شهدتها مدينة خان شيخون في ريف إدلب الشرقي عقب «قصفها بالأسلحة الكيميائية» في شهر نيسان (أبريل) العام الماضي الصدارة على حساب سائر «الأفلام الخبرية». في شريطه الوثائقي، يلتقط فياض الراهن السوري من زاوية أحادية وخاصة، متوغلاً في تبعات «القصف الجوّي الروسي والسوري» على قاطني المناطق الخاضعة لسطوة «المعارضة السورية»، ومسلطاً الضوء على التحديات التي اعترضت المتطوعين في سياق ذودهم عن المدنيين. وقد عبر السينمائيّ عن ترحيبه بترشيح فيلمه لنيل جائزة الأوسكار عبر صفحته على الفيسبوك شاكراً أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة على خطوتها، وقائلاً: «شكراً على مساعدتنا على تسليط الضوء على المأساة التي تتكرر يومياً في سوريا». أما في فيلم «دعني أتنفس»، فيتخذ الحسين من قصة كلاريسا وارد الصحافية العاملة في تلفزيون «سي. إن. إن» شاهداً على «وحشية النظام السوري» في خلال توثيقه الأحداث في الريف الإدلبيّ.
في السياق نفسه، استولت النسخة الإنكليزية من قناة «الجزيرة» على خانة «أفضل تغطية مستمرة لبرنامج إخباري» عن حلقة بعنوان «ذا بان» (الحظر) من سلسلة «فولت لاينز» التلفزيونية. تستعرض الحلقة المأساة التي كابدها مواطنو الدول ذات الغالبية السكانية المسلمة الذين حُرموا من دخول الولايات المتحدة بعد تولّي دونالد ترامب كرسيّ الرئاسة الأميركية، ومنهم إيرانيون وعراقيون، سوريون وليبيون، بالإضافة إلى صوماليين وسودانيين ويمنيين. وقد ذكرت المنتجة ليلى العريان أن قصة العمل متمحورة حول« الطفل السوري المريض يحيى، الذي حال قرار الحظر دون سفره برفقة عائلته لتلقي العلاج في الولايات المتحدة، ثم توفي لاحقاً في مستشفى في تركيا». وعبر مدير «الجزيرة» الإنكليزية غايلز تريندل عن ابتهاجه بالحفاوة التي حصدها العمل، قائلاً: «نحن سعداء بالجائزة المرموقة التي حصلنا عليها، والتي تعد شهادة من زملائنا في المؤسسات الإعلامىة الراعية لهذه الجوائز بمهنية ومصداقية منتجنا الإعلاميّ، والتزامنا بنقل القصص المهمة بموضوعية وحياد».