يبحث الناجحون «الفائضون» في المباراة المفتوحة لدخول ملاك التعليم الثانوي، قضية تعيينهم مع وزيرة التربية، بهية الحريري، في لقاء يعقد، الحادية عشرة من قبل ظهر الاثنين المقبل، في منزلها في مجدليون
فاتن الحاج
لم تحالف «الواسطة» المربية، فدوى مراد، في التعاقد مع التعليم الثانوي الرسمي رغم محاولاتها المتكررة منذ عام 1993. ثم إنّ مراهنتها على النجاح في المباراة المفتوحة لم تأتِ ثمارها هي الأخرى، إذ لم يشفع لها المعدل 69 من 100 لدخول ملاك هذا التعليم لكونها قد نالت المرتبة الثالثة، بينما حددت الحاجة باثنين لاختصاص الفلسفة في بنت جبيل، في وقت جرى فيه قبول زملاء لها في الاختصاص نفسه نالوا 54 من 100 في أقضية مجاورة. أما فادي حلاق، الناجح «الفائض» الوحيد في الفيزياء في لبنان فقد سحبت منه، كما قال، 10 ساعات من أصل 18 ساعة في ثانوية قب الياس الرسمية المتعاقد فيها منذ 4 سنوات، بقرار من مديرية التعليم الثانوي، وأعطيت الساعات لزميل له لم يخضع للمباراة. من جهتها، تساءلت المتعاقدة في مادة علوم الحياة في ثانوية عكار العتيقة الرسمية والناجحة في الفائض في قضاء جزين، فدى الشعار، «عن معايير الكفاءة حين يجري الاستغناء عن خبرات الناجحين التي لا تقل عن 10 سنوات ويجري اللجوء إلى تعاقد مع أساتذة جدد لم يخضعوا لمباراة مجلس الخدمة، ولا يملكون عقوداً سابقة مع التعليم الثانوي، أو يفضّل الراسبون في المباراة علينا».
وعلّقت المتعاقدة في ثانوية الشيخ عياش في عكار، فاطمة الصاج، «أعطيتمونا نحن الناجحين غير المعينين أولوية بالتعاقد في الثانويات كجائزة ترضية، فكيف فتحتم باب تعاقد جديداً وحرمتم معظمنا حتى جائزة الترضية؟». وأوضحت أنّها لولا الدعم السياسي لما تعاقدت مع الثانوية.
مفارقات حملها الأساتذة الناجحون غير المقبولين في المباراة المفتوحة لدخول ملاك التعليم الثانوي الرسمي إلى الاعتصام الذي نفذوه أمس، أمام وزارة التربية والتعليم العالي. المعتصمون ذكّروا بأنّ عدداً لا يستهان به من الأساتذة نالوا علامة الناجحين نفسها، لكنهم حرموا التعيين بأفضلية تقديم الطلب، وآخرون نالوا علامات عالية وأبعدوا حسب حاجات المناطق. ثم تساءلوا «كيف يخضع الأساتذة لمباراة تجرى في عام 2008 وفقاً لحاجات عام 2005؟».
وإذا كان البعض قد استطاع الحفاظ على ساعات التعاقد أو سمحت له علاقاته بانتزاع 4 أو 5 ساعات أسبوعية فإنّ المطلب الأساسي، كما قالت رئيسة اللجنة العليا لمتابعة قضية الناجحين، إيمان حنينة، هو التعيين في الملاك، مطالبةً بإقرار قانون في مجلس النواب يحفظ لهم هذا الحق دون تسليط سيف السنتين على الرقاب، أي إنّ حقهم في التعيين محفوظ لسنتين إذا كانت هناك حاجات.
وفي المذكرة التي رفعها المعتصمون إلى المسؤولين أنّ الحاجات الصادرة عن مديرية التعليم الثانوي الرسمي للعام الدراسي 2007 ـ 2008 تبلغ 1361 أستاذاً، أي إنّ المديرية تطلب 440 أستاذ تعليم ثانوي إضافياً عن حاجات العام الدراسي 2005 ـ 2006 التي جرت على أساسها المباراة (920 أستاذاً). «كما أنّ أرقام وزارة التربية تؤكد أنّ 600 أستاذ تعليم ثانوي سيحالون على التعاقد في العامين المقبلين أي حتى عام 2010، ما يعني أنّ الحاجات تتجه نحو الارتفاع».


رأت رئيسة لجنة المتابعة، إيمان حنينة، أنّ الاعتصام أمام وزارة التربية مشهد طبيعي ومألوف، وإذا كان من أمر ينبغي الالتفات إليه فهو التجمعات أمام السفارات التي تحمل طاقات الشباب الراغبة في الهجرة من الوطن