![](/sites/default/files/old/images/p23_20090428_pic1.jpg)
يتمتع الكافيين بخصائص مفيدة من ضمنها قدرته على تنشيط الجهاز العصبي المركزي، الأمر الذي يجعله المشروب الرقم واحد في الصباح. كما يساعد الكافيين الجسم على تحويل الدهون المتراكمة إلى طاقة ويساهم في توسيع الشرايين، ممّا يسهّل وصول كمّيات أكبر من الدمّ إلى العضلات والقلب. لكن استهلاك الكافيين بكمّيات كبيرة يحوّل هذا الشراب الصحيّ إلى عدوّ خطير على صحّة الإنسان. إن استهلاك أكثر من ثلاثة أكواب من القهوة، أو ما يعادلها من حيث نسبة الكافيين، من المشروبات الأخرى، يؤدي إلى خلل في النوم واضطراب عصبي يمتدّ إلى أربع ساعات بعد تناول «الجرعة». كما يساهم الكافيين في خفض قدرة الجسم على امتصاص الحديد من المأكولات أو المكمّلات الغذائية. وأظهرت بعض الدراسات أن الجسم البشري يدمن على مادة الكافيين بعد فترة قصيرة من استهلاكه لها كثيراً. هذا الإدمان يتمظهر في انتفاء قدرة الكافيين على تنشيط الجهاز العصبي. وإذا طالت فترة الاستهلاك العشوائي لهذه المادة تظهر عوارض أكثر خطورة منها العصبية الزائدة والقلق وفقدان الشهية المرضي والأرق الليلي وخفقان عضلة القلب والرجفة الدائمة في الأطراف العليا. بعض الدراسات تضع الكافيين في قفص الاتهام كعامل مساعد على الإصابة بمجموعة من الأمراض، من بينها ارتفاع الضغط وارتفاع نسبة الكوليستيرول السيئ في الدمّ. من جهة أخرى، تشير بعض المعطيات إلى أن الكافيين قد يحمي من الإصابة بالسكّري النوع الثاني. إن خطر استهلاك القهوة عشوائياً لا يقتصر على التأثيرات السلبية لمادة الكافيين بل يطال العادات الرديفة التي ترافقها في أغلب الحالات، ومنها التدخين والميل إلى الطعام الدهني واستهلاك الكحول والسهر الطويل بالنسبة للراشدين. أمّا بالنسبة للأطفال الذين لا يتناولون القهوة لكنّهم يحصلون على جرع متفاوتة من الكافيين في الشاي والمشروبات الغازية، فإن ضبط استهلاك هذه المواد ضروري. إن الجهاز العصبي في فترة النموّ أكثر حساسية تجاه المواد المنبّهة، لذا قد تكون تأثيرات الكافيين أكثر خطراً وديمومة في حالة الأطفال والمراهقين.