strong>كامل جابر«مع السلامة يا ميمتي، هالمرة سفرك طويل، الله معك يا حبيبي»، بهذه الكلمات المثقلة باللوعة والمطوقة بعويل النسوة والشقيقات، شيّعت والدة حيدر حسن مرجي ابنها الشاب (36عاماً)، إلى باحة الدار لتتركه في عهدة أصحابه ورفاقه الذين حملوا نعشه إلى ساحة بلدة زبدين. إلى ساحة زبدين المزدحمة بوفود المعزين من رسميين وقوى أمنية ورؤساء بلديات ومختارين وأقارب الضحايا ورفاقهم، وأبناء البلدة المفجوعة باثنين من أبنائها المغتربين، وصل كذلك نعش أنيس مصطفى صفا، بعدما سُجي نحو ساعة في بيته، مرفوعاً على أكتاف ابنه علي، وأشقائه وأقاربه. التقى نعشا الضحيتين في الساحة، بعدما كانا مترافقين على متن الطائرة، حتماً «كانا جنباً إلى جنب» يقول أحد الأقرباء. بعدها سُجي الجثمانان على طاولتين وسط الساحة، وأمّ الصلاة عليهما السيد كاظم إبراهيم والمفتي السيد علي مكي وإمام مدينة النبطية المفتي الشيخ عبد الحسين صادق وحشد من رجال الدين.
وسط عويل شقيقة أنيس التي تتمنى رؤيته «للمرة الأخيرة»، ها هي ثلة من عناصر قوى الأمن الداخلي تقدم التحية والسلاح، وتعزف فرقة الموسيقى فيها نشيد الموتى، وعلى إيقاع الحزن ترافق النعشان محمولين على الأكتاف نحو جبانة البلدة، القريبة من الساحة.
في مقدمة الموكب، حمل المشيّعون صورة كبيرة للضحيتين صفا ومرجي كتب عليها «شهداء لقمة العيش»، وأكاليل باسم الرؤساء الثلاثة ميشال سليمان ونبيه بري وسعد الحريري.
بعدها تقبّل ممثل الرؤساء النائب هاني قبيسي مع ذوي الضحيتين التعازي من المشاركين في التشييع.
ولفت النائب محمّد رعد، ممثلاً حزب الله وأمينه العام، بعد تقديمه التعازي لذوي الضحيتين «اللذين نعتبرهما شهيدين مجاهدين، من أجل الكد على عيالهما لتأمين عزة هذا الوطن وكرامته»، إلى أن «هذه الحادثة التي حلت بلبنان هي من الحوادث النادرة التي شهدها هذا البلد، ومثل هذه الحوادث تتطلب جهوزية ومستلزمات تقنية عالية، قد لا تكون البلاد مستعدة لها الاستعداد الكافي، وهذا ما يؤخر في عملية البحث وكشف حقيقة ما حصل».
تقدّم المشيعين ممثل الرؤساء الثلاثة النائب هاني قبيسي، والنواب ياسين جابر، عبد اللطيف الزين، علي بزي، قاسم هاشم، حسن فضل الله، علي حسن خليل، العقيد الركن إبراهيم عبود ممثلاً قائد الجيش، العقيد علي هزيمة ممثلاً اللواء أشرف ريفي، محافظ النبطية محمود المولى، مسؤول لجنة الارتباط في حزب الله وفيق صفا، وحشد من الوجوه السياسية والحزبية والاجتماعية.