القاهرة | روت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» كيف كان النائب الأول لجماعة «الإخوان المسلمين»، المهندس خيرت الشاطر، يتدخل إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي في الحكم، ويسعى الى السيطرة والتحكم في جهاز المخابرات العامة، وكيف تصدّت له قيادة الجيش. وقالت المصادر إن الشاطر حاول مراراً الاجتماع مع رئيس جهاز المخابرات العامة للتنسيق معه. ورغم أنّ مطلب الشاطر قوبل بالرفض في بداية الأمر، غير أنّ إصراره دفع القيادات في الجهاز السيادي الى إبلاغ وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وإطلاعه على محاولات نائب المرشد للسيطرة على الأوضاع، بعدما أكّدوا له أنّه طالب في أكثر من مناسبة الاطلاع على التقارير التي تقوم بها القطاعات المختلفة داخل الأمن الوطني والمخابرات العامة قبل إرسالها الى ديوان عام الرئاسة.
وبحسب المصادر، فإنّ الشاطر هدد رئيس جهاز المخابرات العامة بشكل مباشر، عبر التلويح بإقالته في حال عدم امتثاله لمطالبه، ما دفعه الى تقديم تقرير رسمي يوضح فيه ملابسات ما يحدث. وأضافت المصادر أنه «تم الترتيب بين القيادات لقبول طلب الشاطر، وعندما حضر نائب المرشد الى مبنى تابع لجهة سيادية فوجئ بوجود السيسي في انتظاره، حيث قال الثاني للأول: ده مش مكانك، وهنا منشأة سيادية، ولن نسمح بتدخلاتك، ومش حنقبل بهيمنة الجماعة على الجهات الهامة». وبعدها غادر الشاطر غاضباً من مبنى المخابرات العامة.
في الوقت نفسه، كشفت المصادر عن مضمون الحوار الذي دار بين السيسي والرئيس المعزول بخصوص تدخلات الشاطر، وذلك في أحد اجتماعاتهما في قصر الرئاسة، حيث اشتكى السيسي غاضباً من تدخلات الشاطر، فأجابه مرسي بفتور قائلاً: «تقدر تعتبر الشاطر رئيس الجمهورية وقريب أوي حيكون نائب ليا». فردّ عليه السيسي مدهوشاً: «لكن الشاطر متورط في خطف جنودنا في سيناء الى جانب عمليات أخرى، والناس مش حتوافق على الوضع ده»، فقاطعه مرسي قائلاً: «الإخوان خرجوا من السجون عشان يعوضوا سنين بقائهم في السجون، والشاطر أقرب الشخصيات إلى هذا المنصب، بعد حصوله على عفو رئاسي شامل عن كل القضايا التي طالته خلال فترة النظام السابق». وحول التوقيت الذي كان مقرراً لإعلان الشاطر نائباً لرئيس الجمهورية، قالت المصادر «خطط تعيين الشاطر كانت ستتم عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية». الأزمة الحقيقية، حسب المصادر، بدأت عندما أكّد السيسي أن المؤسسة العسكرية لن تسمح بتوريث السلطة وهيمنة فصيل سياسي على الأمور في البلاد.
وعندما احتدم النقاش بين قائد القوات والرئيس المعزول، قال الثاني مهدداً الأول «اللي بتعمله ده غلط عليك وممكن يكون مصيرك كالسادات»، فرد السيسي قائلاً: «اللي يعمل حساب لربنا ونيتو حماية شعبو ميخافش أبداً من حد، وأي محاولة لإسقاط الدولة، سنواجهها». هذا الموقف دفع وزير الدفاع الى إصدار تعليمات مباشرة لكل الأجهزة السيادية بعدم التعامل مع الشاطر ورفع التقارير السيادية اليه مباشرة، محذراً من أنه «لن يسمح بتهديد الشخصيات العسكرية والقيادات في المناصب المختلفة».
2 تعليق
التعليقات
-
تقولي يا سيدة ان مصادرك قالتتقولي يا سيدة ان مصادرك قالت لك ان التوقيت الذي كان مقرراً لإعلان الشاطر نائبا لرئيس الجمهورية كان عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية. هذا كلامك. هل تعلمي انه لا يوجد في الدستور المصري الذي اطلقت عليه المعارضة صفة دستور الاخوان، هل تعلمي انه لا يوجد في هذا الدستور منصب" نائب رئيس الجمهورية"؟ لماذا يعين رئيس اخواني نائب لرئيس الجمهورية متعارضا في ذلك مع دستور مرره الاخوان؟ الا تلاحظي ان هذا يدل ان مصادرك كاذبة.
-
بالمناسبة عندما تصفوا جهازبالمناسبة عندما تصفوا جهاز المخابرات بانه جهاز سيادي، هل هو سيد على االشعب؟ ام انه جهاز يخدم الشعب وبالتالي من العيب وصفه بانه جهاز سيادي،، اجهزة المخابرات في كل دول العالم تقدم تقاريرها للسلطة التنفيذية المنتخبة التي لها الحق وحدها في اتخاذ القرار مستندة على هذه المعلومات.. وللسلطة التنفيذية ان تستعين بمستشارين تمنحهم الحق في الاطلاع على هذه التقارير لتقييم هذه التقارير وتقديم النصيحة لها. ان يعطي مرسي الشاطر او اي انسان يحوز على ثقته الاذن بالاطلاع على هذه التقارير شيء عادي في ممارسات الدول الديمقراطية. غير العادي ان يقرر جهاز المخابرات نفسه من سيطلع على تقاريره، وغير العادي ان يوصف جهاز المخابرات بانه جهاز سيادي،، اي سيد نفسه او سيد على البلد.. في البلاد التي يكون فيها القرار والسلطة للشعب هذه الاجهزة لا تسمى اجهزة سيادية ، تسمى اجهزة خادمة.