أعلن مقاتلو المعارضة، أمس، تلقيهم دفعات من «الأسلحة الحديثة» التي من شأنها أن «تغيّر شكل المعركة»، في وقت أكدت فيه عمّان بقاء صواريخ الباتريوت وطائرات الـ«إف - 16» بطواقمها الأميركية على أراضيها بعد انتهاء مناورة «الأسد المتأهب»، وذلك بالتزامن مع كسر الحصار عن مطار منغ في حلب، وتواصل عمليات الجيش المركّزة في ريف دمشق وريف درعا.
وقال المنسق السياسي والإعلامي في «الجيش الحر»، لؤي مقداد، لوكالة «فرانس برس»: «بدأنا بتسليمها (هذه الأسلحة) للمقاتلين على الجبهات، وستكون بعهدة ضباط محترفين ومقاتلين من الجيش الحر». وأكد أن «بعض هذه الأسلحة وصل، والباقي خلال أيام سيصل»، وذكّر بأنّ المعارضة تطالب بالحصول على «أسلحة رادعة»، مشيراً إلى أنّ ذلك يشمل «مضادات للطيران ومضادات للدروع وذخائر منوعة»، وأهمها تحمل على الكتف من نوع «مان باد».
وأفاد برهان غليون، الرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري، أنّ «الجيش الحر حصل على أسلحة متطورة، من بينها منظومة مضادة للطائرات.
في السياق، أعلنت شركة صناعة السفن اليابانية «ميتسوي أو أي كا لاين»، أن ناقلة حاويات كانت متوجهة إلى جدة في السعودية انشطرت إلى قسمين في المحيط الهندي. وكشف موقع «بورت نيوز» الروسي المخصص للنقل البحري، أن الناقلة كانت تحمل إمدادات أسلحة أميركية من الجيش الأميركي في سنغافورة إلى «الجيش السوري الحر» عبر الأردن. وأشار الموقع إلى أن السفينة كانت تحمل 4500 حاوية محملة بالسلاح إلى «جبهة النصرة» وغيرها في سوريا.
في موازاة ذلك، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، أنّ صواريخ الباتريوت وطائرات الـ«إف - 16» ستبقى بطواقمها الأميركية على أراضي الأردن بعد انتهاء مناورة «الأسد المتأهب».
وقال الزبن، في تصريحات تلفزيونية، إنّ «هذه الأسلحة ستبقى ما دام الأردن في حاجة إليها، وستبقى طواقمها معها وما تحتاج إليه، سواء من إسناد أرضي أو قوات عاملة عليها؛ لأن مصلحة الأردن وأمنه واستقراره فوق كل اعتبار، ويجب علينا أن ندافع عن بلدنا، وأن نكون مستعدين لما يحدث في المنطقة». وأضاف: «في ما يتعلق بصواريخ الباتريوت، طلب الأردن رسمياً من دول شقيقة وصديقة تزويده بمنظومة دفاع جوي باتريوت وعدد من الطائرات المقاتلة، لأن كلفة هذه الأسلحة عالية جداً، ونحن نعرف ما تعانيه الدولة الأردنية واقتصادها نتيجة الأزمة المالية، وليس لدى الأردن القدرة على شرائها». ورداً على توجيه النقد إلى الأردن لاستضافة مناورة «الأسد المتأهب»، قال الزبن إن المناورة تأتي ضمن سلسلة من التمارين التي تجريها القيادة العامة للقوات المسلحة في الأردن سنوياً وبمشاركة واسعة من 19 دولة شقيقة وصديقة، وتابع قائلاً إن «هذا التمرين ليس له علاقة بما يجري في سوريا، ونُفّذ العام الماضي وسيُنفَّذ العام القادم».
ميدانياً، تمكّنت مجموعة من «قوات الدفاع الوطني» بالوصول إلى مطار منغ العسكري في حلب، ودخول المطار المحاصر منذ مدة طويلة لمؤازرة القوات المدافعة عنه، فيما قصف الجيش السوري حيّ القابون في شمال شرق دمشق، تمهيداً لاقتحامه وطرد مقاتلي المعارضة؛ إذ يعمل على السيطرة على جيوب للمقاتلين المعارضين على أطراف دمشق، ولا سيما في الشرق والشمال الشرقي.
ففي ريف دمشق، نفّذ الجيش سلسلة عمليات في الغوطة الشرقية والمنطقة الجنوبية من الريف، أهمها في بلدة الريحان في منطقة دوما، وعربين، وعلى أطراف بلدتي البحارية والقاسمية. كذلك نُفذت عمليات في المنطقة الجنوبية من ريف دمشق، استهدف خلالها تجمعاً للمسلحين في الذيابية، وحجيرة، وعدرا، ورنكوس وحوش عرب.
وفي دير الزور، أوضحت تنسيقيات معارضة أنّ «طفلين قتلا وجرح آخر جراء قصف براجمات الصواريخ استهدف مدينة موحسن في ريف المدينة». ولفتت إلى أنّ «اشتباكات عنيفة دارت في حيي الجبيلة والرصافة، ما أدى إلى سقوط ضحايا، وسط قصف على أحياء عدة بالمدينة».
في موازاة ذلك، نفذ الجيش السوري سلسلة من العمليات في بلدات بريف إدلب، ما أدى إلى مقتل أحمد باكير، الملقب أبو الوليد، وهو القائد العسكري لـ«لواء العباس» التابع لحركة «أحرار الشام الإسلامية» وقائد «كتيبة الفرقان».
ودمّر الجيش 3 مقارّ للمسلحين في بلدة سرجة بجبل الزاوية، أحدهم يحتوي على مستودع للذخيرة والأسلحة ومصنع مصغر للعبوات الناسفة. إلى ذلك، نفت دمشق وفاة عدد من السجناء بسبب نقص الأدوية في سجن حلب المركزي، مؤكدة توافر جميع أنواع الأدوية «بنحو كافٍ» في مبنى السجن. ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر مسؤول «أنّ جميع ما يُتداوَل من بعض وسائل الإعلام عن نقص الأدوية عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً».
في سياق آخر، أعلن «رئيس المجلس العسكري الثوري في حلب»، وأحد الأعضاء البارزين في «مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر»، العقيد عبد الجبار العكيدي، استقالته من «مجلس القيادة»، متحدثاً عن «سقوط» الأخير في نظر «غالبية الثوار». وعلّل العكيدي، في شريط مصور بث أمس على موقع «يوتيوب»، الاستقالة بـ«حجم الضغوط والمسؤولية الكبيرة في قيادة المجلس العسكري في محافظة حلب، وبسبب بعض التصرفات الصبيانية لبعض أعضاء مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة الأركان (التي يرأسها اللواء سليم إدريس)، وانشغالهم فقط بالثرثرة والمناصب والسفر».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)