في تطوّر بالغ الدلالة، يُعدّ تكراره كابوساً بالنسبة إلى الاحتلال الإسرائيلي، نُفّذت عملية طعن في قلب الأراضي المحتلة عام 1948، استهدفت جنوداً إسرائيليين كانوا متواجدين في مجمع تجاري في مستوطنة «كرمئيل» قرب عكا، جنوبي منطقة الجليل الأعلى الواقعة شمال الأراضي المحتلّة. وفي التفاصيل، ذكر جهاز «نجمة داوود الحمراء» الإسرائيلي أنّه تمّ نقل إصابتين من المستوطنة إلى «مركز الجليل الطبي» في نهاريا، حيث وُصفت حالتهما بالخطيرة. ونقلت «إذاعة البث» الإسرائيلية، بدورها، عن أحد المسعفين، أن العملية أسفرت عن وقوع إصابتين، وهما لجنديين، أحدهما حالته حرجة للغاية، قبل أن تعلن الإذاعة نفسها، في وقت لاحق، مقتل أحدهما. وبعد استنفار شرطة الاحتلال في مكان العملية، وإغلاقها مداخل المجمع التجاري الذي وقع الطعن فيه، ومنعها حركة الدخول والخروج منه، أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشرطة تعرّفت إلى هوية المنفّذ، وبدأت التحقيق، وتتجه الآن نحو إحدى القرى العربية القريبة من «كرمئيل» في منطقة الشاغور، فيما منعت نشر التفاصيل.ولاحقاً، أكّدت «إذاعة الجيش» أن المنفّذ من قرية نحف قرب «كرمئيل» داخل «الخط الأخضر»، ويُدعى جواد ربيع ويحمل الجنسية الإسرائيلية. وحول طريقة وصوله إلى المجمع، قال قائد «المنطقة الشمالية» في الشرطة الإسرائيلية إنه «وصل إلى المجمع سيراً وليس في مركبة»، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن قوات كبيرة من الشرطة اقتحمت منزل منفّذ العملية في قرية نحف في الجليل الأدنى تمهيداً لهدمه، واعتقلت جميع أفراد عائلته. وإذ أقرّ جيش الاحتلال بمقتل جندي في عملية الطعن، فقد أفادت الشرطة الإسرائيلية بأنه «تمّت تصفية» المنفّذ، لافتة إلى أن «عمليات البحث لا تزال مستمرة، بحثاً عن وجود مشتبهين آخرين». ومن جهتها، ذكرت «القناة الـ12» العبرية أن «الشرطة والشاباك يحققان في عملية كرمئيل، ومن غير الواضح ما إذا كانت بناءً على دوافع قومية أم جنائية»، على حدّ قولها. ونقلت «هيئة البث» أن «الأجهزة الأمنية رفعت تأهّبها إثر دعوة مجموعات يهودية لعمليات انتقامية بعد عملية كرمئيل».
في المقابل، باركت فصائل المقاومة الفلسطينية العملية؛ وقالت «لجان المقاومة في فلسطين» إن «عملية الطعن في مستوطنة كرمئيل تطور مهم في الفعل الثوري المقاوم، وسيؤسّس لمرحلة جديدة عنوانها أنه لا أمان ولا استقرار للعدو الصهيوني في كل أرضنا الفلسطينية المحتلة من البحر إلى النهر»، معتبرة أن العملية «فشل جديد يُسجل لكل المنظومة الأمنية والاستخباراتية والعسكرية للكيان الصهيوني وجيشه المهزوم». ودعت «كل شبابنا الثائر وكل مكوّنات شعبنا إلى الانتفاض والثورة وتصعيد المقاومة في وجه العدو وقطعان مستوطنيه الفاشيين، ولتكن عملية مستوطنة كرمئيل انطلاقة جديدة للثورة والفعل المقاوم في كل أنحاء فلسطين المحتلة».