تتوالى عمليات تفجير مدرّعة «النمر» الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي كان آخرها السبت الماضي، بالتزامن مع اليوم الـ253 للحرب الإسرائيلية على القطاع، في كمين محكم نفّذه المقاومون في مخيم تل السلطان غربي رفح، وأسفر عن مقتل 8 جنود إسرائيليين، بينهم نائب قائد سرية، بحسب ما أقرّ به جيش الاحتلال. والمدرّعة التي زجّت إسرائيل بها في الميدان لتكون بمثابة «كاسرة للتوازن»، باتت تتلقّى الصفعة تلو الأخرى، لتتوالى مع هذه الصفعات، ضمن سبحة الكمائن المتنقّلة، «الأيام الصعبة» على الكيان. وتُعد عملية استهداف «النمر» الأخيرة، الثالثة من نوعها منذ بدء الحرب، بعد العملية الأولى في مدينة غزة التي أسفرت عن مقتل 11 جندياً وضابطاً في جيش العدو، في تشرين الأول 2023، والثانية في مدينة خانيونس في كانون الأول من العام نفسه، والتي أدّت إلى مقتل 4 من جنود الهندسة.وكانت «كتائب القسام» أعلنت أنها استهدفت جنود الاحتلال بعملية مركّبة في منطقة الحي السعودي في «تل السلطان»، موضحة أنها ضربت في البداية جرافة من نوع «دي 9» بقذيفة «الياسين 105»، وأوقعت طاقمها بين قتيل وجريح، وفور وصول قوة إنقاذ إليهم، استهدفت ناقلة جند من نوع «نمر» بقذيفة «الياسين 105» أيضاً، ما أدى إلى تدمير الناقلة ومقتل جميع أفرادها. وقال الناطق العسكري باسم «القسام»، أبو عبيدة، على إثر ذلك، إن «عمليتنا المركبة والنوعية في رفح هي تأكيد جديد على فشل العدو أمام مقاومتنا وضربة موجعة لجيشه، ولدينا المزيد». وأضاف: «ستستمر ضرباتنا الموجعة للعدو في كل مكان يتواجد فيه، ولن يجد جيش الاحتلال سوى كمائن الموت في أي بقعة من أرضنا». وفي المقابل، نشرت «هيئة البث» الإسرائيلية نتائج التحقيق الأولي الذي أجراه جيش الاحتلال حول الحادثة، ليتبيّن أن العسكريين الثمانية استُهدفوا بصاروخ مضاد للدروع أصاب ناقلة الجند المدرّعة التي كانوا على متنها، فيما «لم تعمل المنظومة على صد الصواريخ المضادة للدروع أثناء استهداف ناقلة الجند».
تُعد عملية استهداف «النمر» الأخيرة، الثالثة من نوعها منذ بدء الحرب


ومنذ السبت، لا تزال مدينة رفح، التي شارفت العملية البرية فيها على دخول يومها الـ45، تشهد زخماً ميدانياً في محاور التقدم، إذ أعلنت «كتائب القسام» قصف مقر قيادة العدو المتوغّلة جنوب حي تل السلطان بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل. كما استهدفت «سرايا القدس» قيادة العدو وتموضعات جنوده وآلياته في جنوب الحي السعودي وتل السلطان، بصواريخ «107» وقذائف «الهاون». وفي المحور نفسه، أعلنت عن استهداف دبابتين من نوع «ميركافا» بقذيفتي «الياسين 105». أيضاً، قصفت «القسام» قوات العدو المتمركزة جنوب شرق وجنوب غرب حي تل السلطان، وتلك المتواجدة في موقع «كتيبة تل السلطان»، مراراً، بالعشرات من قذائف «الهاون» من العيار الثقيل، فضلاً عن تصدي وسائط الدفاع الجوي لطائرة مروحية تابعة للاحتلال. كذلك، استهدفت «كتائب القسام» دبابة «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105» قرب دوار الجوازات شرق مدينة رفح.
أما محاور القتال الأخرى في شمال القطاع ووسطه، والتي كانت شهدت هدوءاً نسبياً في الأيام الماضية، فأوقع فيها المقاومون، الإثنين، قوة إسرائيلية مدرّعة في حقل ألغام أُعد مسبقاً على مفترق النابلسي جنوب غرب مدينة غزة، ما فاقم من خسائر الاحتلال التي تكبّدها في كمين رفح. وأعلنت «القسام» أنه فور وصول القوة المدرّعة إلى المكان، تمّ تفجيره، وإيقاع القوة بين قتيل وجريح، فيما أظهرت مقاطع مصوّرة هبوط الطيران المروحي لإخلاء القتلى والجرحى، علماً أن الاحتلال اعترف بمقتل اثنين فقط في هذه الحادثة. كذلك، شهد محور «نتساريم» زخماً ميدانياً متواصلاً، حيث استهدفت «القسام»، أمس، قوات العدو المتموضعة هناك بصواريخ «رجوم القصيرة المدى من عيار 114ملم»، للمرة الثانية بعد استهدافها إياها يوم السبت الماضي، بصواريخ من الطراز نفسه، فيما قصفت «كتائب المجاهدين»، بدورها، مقر التموضع نفسه برشقة صاروخية، واستهدفته «سرايا القدس»، هي الأخرى، بقذائف «الهاون».
أيضاً، لم يخلُ يوم أمس من إطلاق الرشقات الصاروخية في اتجاه المواقع العسكرية في المستوطنات المحاذية للقطاع، على غرار موقع «كيسوفيم» شرق المحافظة الوسطى، والذي استهدفته «القسام»، بالاشتراك مع «كتائب شهداء الأقصى»، بصواريخ «107»، فيما استهدفت «سرايا القدس»، بالاشتراك مع «ألوية الناصر صلاح الدين»، الموقع نفسه برشقة صاروخية. كذلك، قصفت «سرايا القدس» موقع «كرم أبو سالم» و«صوفا» العسكريين شرق رفح جنوبي القطاع، بقذائف «الهاون».