صنعاء | أعلنت صنعاء، مساء أمس، القبض على شبكة تجسّس ضخمة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) والموساد الإسرائيلي. وقال بيان أمني تلاه رئيس جهاز الأمن والاستخبارات في العاصمة، اللواء عبد الحكيم الخيواني، إن الشبكة كانت تملك أجهزة تجسس حديثة وعلى تواصل مع ضباط الاستخبارات الأميركية، مضيفاً أنها «سعت لكشف مصادر تمويل الجهات العسكرية وأدارت أنشطة استخباراتية تستهدف القدرات العسكرية اليمنية، فضلاً عن رصد التحرّكات العسكرية والقدرات الاستراتيجية للقوات اليمنية ورفع إحداثيات إلى العدو الأميركي والإسرائيلي». وأشار إلى أن عناصر الشبكة استغلوا صفاتهم الوظيفية في السفارة الأميركية لتنفيذ أنشطتهم التخريبية. وتابع أن تلك الأعمال التجسّسية، التي بدأت قبل وقت طويل من «ثورة سبتمبر» 2014، استمرت بعد خروج السفارة من صنعاء تحت غطاء منظمات دولية وأممية، معلناً احتجاز أكثر من عشرة موظفين في هذه المنظمات الأسبوع الماضي.وبحسب الخيواني، فإن «الأعمال التخريبية التي نُفّذت من قبل خلايا الشبكة امتدت إلى أغلب نواحي الحياة، وكانت الذراع الرئيسية لتنفيذ مخطّطات العدو في الجمهورية اليمنية. كما زوّدت أجهزة الاستخبارات المعادية بمعلومات مهمة عن مختلف الجوانب في القطاع الرسمي وغيره، وتمكّنت عبر عقود من الزمن من التأثير على صانعي القرار واختراق سلطات الدولة وتمرير القرارات والقوانين». وأشار المسؤول إلى أن أعضاء الشبكة تمكّنوا من استقطاب الكثير من الشخصيات اليمنية، وعملوا على تنسيق زيارات لها إلى الولايات المتحدة للتأثير عليها وتجنيدها، كما جنّدوا اقتصاديين ومالكي شركات نفطية وتجارية وربطوهم بالاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، فضلاً عن ممارستهم أدواراً تخريبية وتدميرية للزراعة، ركّزت على إفشال الهيئات البحثية الزراعية ومراكز إكثار البذور، وتجنيد عدد من الجواسيس في وزارة الزراعة، وإنتاج وإكثار الآفات الزراعية والسعي لضرب الإنتاج المحلي، وكذلك تنفيذ مشاريع وبرامج تستهدف المجال الصحي، وتسهم في نشر الأمراض والأوبئة في مختلف المحافظات اليمنية، ومخططات تدميرية أخرى طاولت العملية التعليمية، وفصل التعليم عن البناء والتنمية.
ويؤكد مصدر مقرّب من حكومة الإنقاذ، لـ«الأخبار»، أن الكشف عن الشبكة خطوة استراتيجية ستعزّز عمليات قوات صنعاء خلال الفترة المقبلة، وتعمّق أزمة واشنطن في اليمن بعد أن تمّت تعمية آخر شبكة تجسس تابعة لها. وبدوره، شبّه عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، حزام الأسد، الشبكة بمنظمة «الخوذ البيضاء» في سوريا، وقال في منشور على منصة «إكس» إن الحديث عن اعتقال الموظفين التابعين للأمم المتحدة في صنعاء، يكشف حجم التورط الأممي في التآمر على اليمن.