تحدّث رجل المافيا والضابط السابق في الاستخبارات التركية، سادات بكر، في تسجيل ثامن جديد من سلسلة التسجيلات المصوّرة التي بدأ نشرها منذ نحو شهر، عن تفاصيل عمليات تهريب السلاح من تركيا إلى «تنظيمات جهادية» في سوريا، من بينها «جبهة النصرة».
ويتضمن التسجيل، الذي نشره بكر اليوم، اتهامات لمسؤولين أتراك رفيعي المستوى، بمساعدة «تنظيمات جهادية» في سوريا.

وزعم بكر في التسجيل أن مفتاح الانخراط في العمليات التجارية غير الشرعية في سوريا، هو مدير الشؤون الإدارية في المجمع الرئاسي بأنقرة (الكلّية)، متين قيراطلي، موضحاً أن هذه العمليات تشمل «النفط الخام المهرَّب والشاي والسكر والألمنيوم والنحاس والسيارات المستعملة».



وقال إن موافقة قيراطلي يجب إتباعها بموافقة أهم «مهرّبين محتملين»، مراد سنجق ورمضان أوزتورك، وهما اثنان من رجال الأعمال المقربين من السلطات التركية. وبعد ذلك، تحتاج العملية إلى تصريح من «أبو عبد الرحمن» وهو المسؤول عن الشؤون المالية في «جبهة النصرة» وفق ادّعاء بكر.

ويملك سنجق مجموعة «MT Group» وهو أحد حلفاء الرئيس رجب طيب إردوغان، فيما رمضان أوزتورك هو نجل عضو مجلس إدارة شركة تصنيع المركبات العسكرية الرائدة في تركيا «BMC»، طالب أوزتورك.

شحنات «SADAT»
ادّعى بكر أن منظمته قررت إرسال معدات عسكرية، بما في ذلك طائرات من دون طيار إلى «المتمردين التركمان» في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، وذلك بعدما تم إيقاف شحنة أسلحة تابعة لوكالة المخابرات الوطنية التركية (MİT) قرب الحدود وهي في طريقها إلى سوريا في عام 2014.

وقال إن قرار إرسال تلك المعدات كان من شأنه «رفع معنويات المجتمع»، مضيفاً أنه تحدّث مع حزب «العدالة والتنمية» عن هذه القضية؛ وقام أحد النواب بالحديث مع السلطات وحصّل له الإذن في عام 2015.

وشرح أن إرسال الشاحنات لم يكن منظماً من قبل وكالة المخابرات الوطنية التركية ولا القوات المسلحة التركية (TSK) بل من قبل «SADAT»، الشركة التي وصفتها وسائل إعلام بأنها «جيش إردوغان الموازي».

وزعم بكر أنه لم تكن هناك أي سجلات للشحنات، بل اشتراها من أمواله الخاصة، وتحت اسمه واسم شركته.

وتُعرّف الشركة، التي أسسها عدنان طنريفيردي، عن نفسها على موقعها بأنها «الشركة الأولى والوحيدة في تركيا التي تقدم خدمات الاستشارات والتدريب العسكري، في قطاع الدفاع الدولي والأمن الداخلي»؛ وسبق أن ذُكر اسمها في تقارير تحدثت عن تدريب مقاتلين في كل من سوريا وليبيا.

وكانت تقارير إعلامية تركية قالت سابقاً إن «SADAT» ساهمت في إحباط محاولة الانقلاب على إردوغان في تموز 2016، من خلال مواجهة الانقلابيين بالسلاح؛ وتولى طنريفيردي منصب مستشار لدى إردوغان، قبل استقالته الإجبارية على خلفية تصريحات جدلية له عن «عودة المهدي».
عدنان طنريفيردي

وردّت «SADAT» على ادعاءات بكر بنفي عملها «تحت أي صفة مع أية مجموعة في سوريا»، مطالبة إياه بـ«تقديم المستندات التي بحوزته إلى النيابة، لإثبات مزاعمه الكاذبة».

البيرق... وسنجق
توازياً مع ما سبق، قال بكر في التسجيل إن وزير الخزانة والمالية السابق، وصهر الرئيس إردوغان، براءت البيرق، يقيم في منزل يملكه رجل الأعمال مراد سنجق، في إسطنبول.

وبقي البيرق بعيداً عن الأنظار منذ استقالته من منصبه في تشرين الثاني من العام الماضي.

وسارع سنجق إلى رفض مزاعم بيكر، قائلاً إن «البيرق لا يحتاج إلى الاختباء» وإنه سيشرّفه أن يستضيفه لديه، نافياً في الوقت نفسه تورّطه بأية تجارة غير مشروعة مع جهات داخل سوريا.